الْکَلِمَهُ وَ ظَهَرَتْ مَعَالِمُ الْجَوْرِ وَ کَثُرَ الْإِدْغَالُ [1] فِی الدِّینِ وَ تُرِکَتْ مَحَاجُّ السُّنَنِ [2] فَعُمِلَ بِالْهَوَی وَ عُطِّلَتِ الْأَحْکَامُ وَ کَثُرَتْ عِلَلُ النُّفُوسِ فَلاَ یُسْتَوْحَشُ لِعَظِیمِ [3] حَقٍّ عُطِّلَ وَ لاَ لِعَظِیمِ بَاطِلٍ فُعِلَ! فَهُنَالِکَ تَذِلُّ الْأَبْرَارُ وَ تَعِزُّ الْأَشْرَارُ وَ تَعْظُمُ تَبِعَاتُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عِنْدَ الْعِبَادِ. فَعَلَیْکُمْ بِالتَّنَاصُحِ فِی ذَلِکَ وَ حُسْنِ التَّعَاوُنِ عَلَیْهِ فَلَیْسَ أَحَدٌ وَ إِنِ اشْتَدَّ عَلَی رِضَا اللَّهِ حِرْصُهُ وَ طَالَ فِی الْعَمَلِ اجْتِهَادُهُ بِبَالِغٍ حَقِیقَهَ مَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَهْلُهُ مِنَ الطَّاعَهِ لَهُ وَ لَکِنْ مِنْ وَاجِبِ حُقُوقِ اللَّهِ عَلَی عِبَادِهِ النَّصِیحَهُ بِمَبْلَغِ جُهْدِهِمْ وَ التَّعَاوُنُ عَلَی إِقَامَهِ الْحَقِّ بَیْنَهُمْ وَ لَیْسَ امْرُؤٌ وَ إِنْ عَظُمَتْ فِی الْحَقِّ مَنْزِلَتُهُ وَ تَقَدَّمَتْ فِی الدِّینِ فَضِیلَتُهُ بِفَوْقِ أَنْ یُعَانَ [4] عَلَی مَا حَمَّلَهُ اللَّهُ مِنْ حَقِّهِ وَ لاَ امْرُؤٌ وَ إِنْ صَغَّرَتْهُ النُّفُوسُ وَ اقْتَحَمَتْهُ [5]
الْعُیُونُ بِدُونِ أَنْ یُعِینَ عَلَی ذَلِکَ أَوْ یُعَانَ عَلَیْهِ.
فَأَجَابَهُ ع رَجُلٌ مِن أَصحَابِهِ بِکَلَامٍ طَوِیلٍ یُکثِرُ فِیهِ الثّنَاءَ عَلَیهِ وَ یَذکُرُ سَمعَهُ وَ طَاعَتَهُ لَهُ فَقَالَ ع
إِنّ مِن حَقّ مَن عَظُمَ جَلَالُ اللّهِ سُبحَانَهُ فِی نَفسِهِ وَ جَلّ مَوضِعُهُ مِن قَلبِهِ أَن یَصغُرَ عِندَهُ لِعِظَمِ ذَلِکَ کُلّ مَا سِوَاهُ وَ إِنّ أَحَقّ مَن کَانَ کَذَلِکَ لَمَن عَظُمَت نِعمَهُ اللّهِ عَلَیهِ وَ لَطُفَ إِحسَانُهُ إِلَیهِ فَإِنّهُ لَم تَعظُم نِعمَهُ اللّهِ عَلَی أَحَدٍ إِلّا ازدَادَ حَقّ اللّهِ عَلَیهِ عِظَماً وَ إِنّ مِن
[1] 2968.الإدغال فی الأمر: إدخال ما یفسده فیه.
[2] 2969.مَحَاجّ السُنَن: جمع محجّه، و هی جادّه الطریق و أوسطها.
[3] 2970.لا یستوحش لعظیم: أی لا تأخذ النفوس وحشه أو استغراب، لتعودها علی تعطیل الحقوق.
[4] 2971. «بِفَوْقِ أن یُعان... الخ»: أی: بأعلی من أن یحتاج إلی الإعانه، أی: بغنی عن المساعده.
[5] 2972.اقتحمَتْهُ: احتقرته و ازدرته.