مُسْتَضْعَفِینَ قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللَّهُ بِالْمَخْمَصَهِ [1] وَ ابْتَلاَهُمْ بِالْمَجْهَدَهِ [2]
وَ امْتَحَنَهُمْ بِالْمَخَاوِفِ وَ مَخَضَهُمْ [3] بِالْمَکَارِهِ فَلاَ تَعْتَبِرُوا الرِّضَی وَ السُّخْطَ بِالْمَالِ وَ الْوَلَدِ جَهْلاً بِمَوَاقِعِ الْفِتْنَهِ وَ الاِخْتِبَارِ فِی مَوْضِعِ الْغِنَی وَ الاِقْتِدَارِ فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی - أَ یَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِینَ نُسارِعُ لَهُمْ فِی الْخَیْراتِ بَلْ لا یَشْعُرُونَ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ یَخْتَبِرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَکْبِرِینَ فِی أَنْفُسِهِمْ بِأَوْلِیَائِهِ الْمُسْتَضْعَفِینَ فِی أَعْیُنِهِمْ.
تواضع الأنبیاء
وَ لَقَدْ دَخَلَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ وَ مَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ علیهماالسلام عَلَی فِرْعَوْنَ وَ عَلَیْهِمَا مَدَارِعُ الصُّوفِ وَ بِأَیْدِیهِمَا الْعِصِیُّ فَشَرَطَا لَهُ إِنْ أَسْلَمَ بَقَاءَ مُلْکِهِ وَ دَوَامَ عِزِّهِ فَقَالَ أَ لاَ تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَیْنِ یَشْرِطَانِ لِی دَوَامَ الْعِزِّ وَ بَقَاءَ الْمُلْکِ وَ هُمَا بِمَا تَرَوْنَ مِنْ حَالِ الْفَقْرِ وَ الذُّلِّ فَهَلاَّ أُلْقِیَ عَلَیْهِمَا أَسَاوِرَهٌ مِنْ ذَهَبٍ إِعْظَاماً لِلذَّهَبِ وَ جَمْعِهِ وَ احْتِقَاراً لِلصُّوفِ وَ لُبْسِهِ وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِأَنْبِیَائِهِ حَیْثُ بَعَثَهُمْ أَنْ یَفْتَحَ لَهُمْ کُنُوزَ الذِّهْبَانِ [4] وَ مَعَادِنَ العِقیَانِ [5] وَ مَغَارِسَ الجِنَانِ وَ أَن یَحشُرَ مَعَهُم طُیُورَ السّمَاءِ وَ وُحُوشَ الأَرَضِینَ لَفَعَلَ وَ لَو فَعَلَ لَسَقَطَ البَلَاءُ [6] وَ بَطَلَ الجَزَاءُ
[1] 2575.المَخْمَصَه: الجوع.
[2] 2576.المَجْهَدَهُ: المشقه.
[3] 2577.محض اللبن: تحریکه لیخرج زبده. و المکاره تستخلص إیمان الصادقین و تظهر مزایاهم العقلیه و النفسیه.
[4] 2578.الذِهْبَانُ - بکسر الذال -: جمع ذهب.
[5] 2579.العِقْیَان: نوع من الذهب ینمو فی معدنه.
[6] 2580.سَقْط البَلاء: أی الامتحان الذی به یتمیز الخبیث من الطیب.