بِأَمْرِ اللَّهِ فِیهِ فَإِنْ شَغَبَ [1] شَاغِبٌ اسْتُعْتِبَ [2] فَإِنْ أَبَی قُوتِلَ وَ لَعَمْرِی لَئِنْ کَانَتِ الْإِمَامَهُ لاَ تَنْعَقِدُ حَتَّی یَحْضُرَهَا عَامَّهُ النَّاسِ فَمَا إِلَی ذَلِکَ سَبِیلٌ وَ لَکِنْ أَهْلُهَا یَحْکُمُونَ عَلَی مَنْ غَابَ عَنْهَا ثُمَّ لَیْسَ لِلشَّاهِدِ أَنْ یَرْجِعَ وَ لاَ لِلْغَائِبِ أَنْ یَخْتَارَ أَلاَ وَ إِنِّی أُقَاتِلُ رَجُلَیْنِ رَجُلاً ادَّعَی مَا لَیْسَ لَهُ وَ آخَرَ مَنَعَ الَّذِی عَلَیْهِ أُوصِیکُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَی اللَّهِ فَإِنَّهَا خَیْرُ مَا تَوَاصَی الْعِبَادُ بِهِ وَ خَیْرُ عَوَاقِبِ الْأُمُورِ عِنْدَ اللَّهِ وَ قَدْ فُتِحَ بَابُ الْحَرْبِ بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَ أَهْلِ الْقِبْلَهِ[3] وَ لاَ یَحْمِلُ هَذَا الْعَلَمَ إِلاَّ أَهْلُ الْبَصَرِ وَ الصَّبْرِ وَ الْعِلْمِ بِمَوَاضِعِ الْحَقِّ فَامْضُوا لِمَا تُؤْمَرُونَ بِهِ وَ قِفُوا عِنْدَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ وَ لاَ تَعْجَلُوا فِی أَمْرٍ حَتَّی تَتَبَیَّنُوا فَإِنَّ لَنَا مَعَ کُلِّ أَمْرٍ تُنْکِرُونَهُ غِیَراً [4].
هوان الدنیا
أَلاَ وَ إِنَّ هَذِهِ الدُّنْیَا الَّتِی أَصْبَحْتُمْ تَتَمَنَّوْنَهَا وَ تَرْغَبُونَ فِیهَا وَ أَصْبَحَتْ تُغْضِبُکُمْ وَ تُرْضِیکُمْ لَیْسَتْ بِدَارِکُمْ وَ لاَ مَنْزِلِکُمُ الَّذِی خُلِقْتُمْ لَهُ وَ لاَ الَّذِی دُعِیتُمْ إِلَیْهِ أَلاَ وَ إِنَّهَا لَیْسَتْ بِبَاقِیَهٍ لَکُمْ وَ لاَ تَبْقَوْنَ عَلَیْهَا وَ هِیَ وَ إِنْ غَرَّتْکُمْ مِنْهَا فَقَدْ حَذَّرَتْکُمْ شَرَّهَا فَدَعُوا غُرُورَهَا لِتَحْذِیرِهَا وَ أَطْمَاعَهَا لِتَخْوِیفِهَا وَ سَابِقُوا فِیهَا إِلَی الدَّارِ الَّتِی دُعِیتُمْ إِلَیْهَا وَ انْصَرِفُوا بِقُلُوبِکُمْ عَنْهَا وَ لاَ یَخِنَّنَّ أَحَدُکُمْ خَنِینَ [5] الْأَمَهِ عَلَی مَا زُوِیَ [6] عَنْهُ مِنْهَا وَ اسْتَتِمُّوا نِعْمَهَ اللَّهِ عَلَیْکُمْ بِالصَّبْرِ عَلَی طَاعَهِ اللَّهِ
[1] 2193.المنابذه: تهییج الفساد.
[2] 2194.اسْتَعْتَبَ: طلب منه الرضی بالحق.
[3] 2195.أهل القِبْلَه: من یعتقد باللّه و صدق ما جاء به محمد صلی اللّه علیه و آله و یصلی معنا إلی قبله واحده.
[4] 2196.الغِیَر (بکسر ففتح) اسم للتغییر أو التغیر.
[5] 2197.الخَنِین - بالخاء المعجمه -: ضرب من البکاء یردد به الصوت فی الأنف.
[6] 2198.زُوِیَ: أی قبض.