وُقُوفٍ لاَ یَدْرُونَ مَتَی یُؤْمَرُونَ بِالسَّیْرِ أَلاَ فَمَا یَصْنَعُ بِالدُّنْیَا مَنْ خُلِقَ لِلْآخِرَهِ! وَ مَا یَصْنَعُ بِالْمَالِ مَنْ عَمَّا قَلِیلٍ یُسْلَبُهُ وَ تَبْقَی عَلَیْهِ تَبِعَتُهُ [1] وَ حِسَابُهُ!
عِبَادَ اللَّهِ إِنَّهُ لَیْسَ لِمَا وَعَدَ اللَّهُ مِنَ الْخَیْرِ مَتْرَکٌ وَ لاَ فِیمَا نَهَی عَنْهُ مِنَ الشَّرِّ مَرْغَبٌ.
عِبَادَ اللَّهِ احْذَرُوا یَوْماً تُفْحَصُ فِیهِ الْأَعْمَالُ وَ یَکْثُرُ فِیهِ الزِّلْزَالُ وَ تَشِیبُ فِیهِ الْأَطْفَالُ.
اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ عَلَیْکُمْ رَصَداً [2] مِنْ أَنْفُسِکُمْ وَ عُیُوناً مِنْ جَوَارِحِکُمْ وَ حُفَّاظَ صِدْقٍ یَحْفَظُونَ أَعْمَالَکُمْ وَ عَدَدَ أَنْفَاسِکُمْ لاَ تَسْتُرُکُمْ مِنْهُمْ ظُلْمَهُ لَیْلٍ دَاجٍ وَ لاَ یُکِنُّکُمْ مِنْهُمْ بَابٌ ذُو رِتَاجٍ [3]
وَ إِنَّ غَداً مِنَ الْیَوْمِ قَرِیبٌ.
یَذْهَبُ الْیَوْمُ بِمَا فِیهِ وَ یَجِیءُ الْغَدُ لاَحِقاً بِهِ فَکَأَنَّ کُلَّ امْرِئٍ مِنْکُمْ قَدْ بَلَغَ مِنَ الْأَرْضِ مَنْزِلَ وَحْدَتِهِ [4] وَ مَخَطَّ حُفْرَتِهِ فَیَا لَهُ مِنْ بَیْتِ وَحْدَهٍ وَ مَنْزِلِ وَحْشَهٍ وَ مُفْرَدِ غُرْبَهٍ وَ کَأَنَّ الصَّیْحَهَ [5] قَد أَتَتکُم وَ السّاعَهَ قَد غَشِیَتکُم وَ بَرَزتُم لِفَصلِ القَضَاءِ قَد زَاحَت [6] عَنکُمُ الأَبَاطِیلُ وَ اضمَحَلّت عَنکُمُ العِلَلُ وَ استَحَقّت
[1] 1936.تَبِعَتُهُ: ما یتعلق به من حق الغیر فیه.
[2] 1937.الرّصَد: الرّقیب. و یرید به هنا رقیب الذمه و واعظ السر.
[3] 1938.الرّتاج - ککتاب - الباب العظیم إذا کان محکم الغلق.
[4] 1939. «منزل وحدته»: هو القبر.
[5] 1940.المراد «بالصیحه» هنا الصیحه الثانیه، لقوله تعالی:«إِنْ کانَتْ إِلاّ صَیْحَهً واحِدَهً» .
[6] 1941.زاحت: بعدت و انکشفت.