الخطبه 129
موضوع الخطبه
و من خطبه له علیه السلام فی ذکر المکاییل و الموازین
متن الخطبه
عِبَادَ اللَّهِ إِنَّکُمْ وَ مَا تَأْمُلُونَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْیَا أَثْوِیَاءُ [1] مُؤَجّلُونَ وَ مَدِینُونَ مُقتَضَونَ أَجَلٌ مَنقُوصٌ وَ عَمَلٌ مَحفُوظٌ فَرُبّ دَائِبٍ [2] مُضَیّعٌ وَ رُبّ کَادِحٍ [3] خَاسِرٌ. وَ قَد أَصبَحتُم فِی زَمَنٍ لَا یَزدَادُ الخَیرُ فِیهِ إِلّا إِدبَاراً وَ لَا الشّرّ فِیهِ إِلّا إِقبَالًا وَ لَا الشّیطَانُ فِی هَلَاکِ النّاسِ إِلّا طَمَعاً فَهَذَا أَوَانٌ قَوِیَت عُدّتُهُ وَ عَمّت مَکِیدَتُهُ وَ أَمکَنَت فَرِیسَتُهُ [4]. اضرِب بِطَرفِکَ حَیثُ شِئتَ مِنَ النّاسِ فَهَل تُبصِرُ إِلّا فَقِیراً یُکَابِدُ فَقراً أَو غَنِیّاً بَدّلَ نِعمَهَ اللّهِ کُفراً أَو بَخِیلًا اتّخَذَ البُخلَ بِحَقّ اللّهِ وَفراً أَو مُتَمَرّداً کَأَنّ بِأُذُنِهِ عَن سَمعِ المَوَاعِظِ وَقراً أَینَ أَخیَارُکُم وَ صُلَحَاؤُکُم وَ أَینَ أَحرَارُکُم وَ سُمَحَاؤُکُم وَ أَینَ المُتَوَرّعُونَ فِی مَکَاسِبِهِم وَ المُتَنَزّهُونَ فِی مَذَاهِبِهِم أَ لَیسَ قَد ظَعَنُوا جَمِیعاً عَن هَذِهِ الدّنیَا الدّنِیّهِ وَ العَاجِلَهِ المُنَغّصَهِ وَ هَل خُلِقتُم إِلّا فِی حُثَالَهٍ [5] لَا تلَتقَیِ إِلّا بِذَمّهِمُ الشّفَتَانِ استِصغَاراً لِقَدرِهِم وَ ذَهَاباً عَن ذِکرِهِم فَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَیهِ راجِعُونَظَهَرَ الفَسَادُ فَلَا مُنکِرٌ مُغَیّرٌ وَ لَا زَاجِرٌ مُزدَجِرٌ أَ فَبِهَذَا تُرِیدُونَ أَن تُجَاوِرُوا اللّهَ فِی دَارِ قُدسِهِ وَ تَکُونُوا أَعَزّ أَولِیَائِهِ عِندَهُ هَیهَاتَ لَا یُخدَعُ اللّهُ عَن
[1] 1709.أثْوِیاء: جمع ثویّ - کغنیّ : و هو الضیف.
[2] 1710.الدائب: المداوم فی العمل.
[3] 1711.الکادح: الساعی لنفسه بجهد و مشقه. و المراد: من یقصر سعیه علی جمع حطام الدنیا.
[4] 1712.أمکنت الفریسه: أی سهلت و تیسرت.
[5] 1713.الحُثاله - بالضم - الردیء من کل شیء. و المراد قزم الناس و صغراء النفوس.