زَهِیدٌ وَ شَرُّهَا عَتِیدٌ [1] وَ جَمْعُهَا یَنْفَدُ وَ مُلْکُهَا یُسْلَبُ وَ عَامِرُهَا یَخْرَبُ فَمَا خَیْرُ دَارٍ تُنْقَضُ نَقْضَ الْبِنَاءِ وَ عُمُرٍ یَفْنَی فِیهَا فَنَاءَ الزَّادِ وَ مُدَّهٍ تَنْقَطِعُ انْقِطَاعَ السَّیْرِ اجْعَلُوا مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَیْکُمْ مِنْ طَلَبِکُمْ وَ اسْأَلُوهُ مِنْ أَدَاءِ حَقِّهِ مَا سَأَلَکُمْ.
وَ أَسْمِعُوا دَعْوَهَ الْمَوْتِ آذَانَکُمْ قَبْلَ أَنْ یُدْعَی بِکُمْ إِنَّ الزَّاهِدِینَ فِی الدُّنْیَا تَبْکِی قُلُوبُهُمْ وَ إِنْ ضَحِکُوا وَ یَشْتَدُّ حُزْنُهُمْ وَ إِنْ فَرِحُوا وَ یَکْثُرُ مَقْتُهُمْ أَنْفُسَهُمْ وَ إِنِ اغْتَبَطُوا [2] بِمَا رُزِقُوا قَدْ غَابَ عَنْ قُلُوبِکُمْ ذِکْرُ الْآجَالِ وَ حَضَرَتْکُمْ کَوَاذِبُ الْآمَالِ فَصَارَتِ الدُّنْیَا أَمْلَکَ بِکُمْ مِنَ الْآخِرَهِ وَ الْعَاجِلَهُ أَذْهَبَ بِکُمْ مِنَ الْآجِلَهِ وَ إِنَّمَا أَنْتُمْ إِخْوَانٌ عَلَی دِینِ اللَّهِ مَا فَرَّقَ بَیْنَکُمْ إِلاَّ خُبْثُ السَّرَائِرِ وَ سُوءُ الضَّمَائِرِ فَلاَ تَوَازَرُونَ وَ لاَ تَنَاصَحُونَ وَ لاَ تَبَاذَلُونَ وَ لاَ تَوَادُّونَ مَا بَالُکُمْ تَفْرَحُونَ بِالْیَسِیرِ مِنَ الدُّنْیَا تُدْرِکُونَهُ وَ لاَ یَحْزُنُکُمُ الْکَثِیرُ مِنَ الْآخِرَهِ تُحْرَمُونَهُ وَ یُقْلِقُکُمُ الْیَسِیرُ مِنَ الدُّنْیَا یَفُوتُکُمْ حَتَّی یَتَبَیَّنَ ذَلِکَ فِی وُجُوهِکُمْ وَ قِلَّهِ صَبْرِکُمْ عَمَّا زُوِیَ [3] مِنْهَا عَنْکُمْ! کَأَنَّهَا دَارُ مُقَامِکُمْ وَ کَأَنَّ مَتَاعَهَا بَاقٍ عَلَیْکُمْ وَ مَا یَمْنَعُ أَحَدَکُمْ أَنْ یَسْتَقْبِلَ أَخَاهُ بِمَا یَخَافُ مِنْ عَیْبِهِ إِلاَّ مَخَافَهُ أَنْ یَسْتَقْبِلَهُ بِمِثْلِهِ قَدْ تَصَافَیْتُمْ عَلَی رَفْضِ الْآجِلِ وَ حُبِّ الْعَاجِلِ وَ صَارَ دِینُ أَحَدِکُمْ لُعْقَهً [4] عَلَی لِسَانِهِ صَنِیعَ مَنْ قَدْ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ وَ أَحْرَزَ رِضَی سَیِّدِهِ.
[1] 1540.عَتِید: حاضر.
[2] 1541.اغْتُبِطُوا: بالبناء للمجهول، غبطهم غیرهم بما آتاهم اللّه من الرزق.
[3] 1542.زُوّیَ: من «زوّاه»: إذا نحّاه.
[4] 1543.عبّر «باللّعْقه» عن الإقرار باللسان مع رکون القلب إلی مخالفته.