الَّذِی کَانَ یَغْبِطُهُ بِهَا وَ یَحْسُدُهُ عَلَیْهَا قَدْ حَازَهَا دُونَهُ فَلَمْ یَزَلِ الْمَوْتُ یُبَالِغُ فِی جَسَدِهِ حَتَّی خَالَطَ لِسَانُهُ سَمْعَهُ [1] فَصَارَ بَیْنَ أَهْلِهِ لاَ یَنْطِقُ بِلِسَانِهِ وَ لاَ یَسْمَعُ بِسَمْعِهِ یُرَدِّدُ طَرْفَهُ بِالنَّظَرِ فِی وُجُوهِهِمْ یَرَی حَرَکَاتِ أَلْسِنَتِهِمْ وَ لاَ یَسْمَعُ رَجْعَ کَلاَمِهِمْ ثُمَّ ازْدَادَ الْمَوْتُ الْتِیَاطاً [2] بِهِ فَقُبِضَ بَصَرُهُ کَمَا قُبِضَ سَمْعُهُ وَ خَرَجَتِ الرُّوحُ مِنْ جَسَدِهِ فَصَارَ جِیفَهً بَیْنَ أَهْلِهِ قَدْ أَوْحَشُوا مِنْ جَانِبِهِ وَ تَبَاعَدُوا مِنْ قُرْبِهِ لاَ یُسْعِدُ بَاکِیاً وَ لاَ یُجِیبُ دَاعِیاً ثُمَّ حَمَلُوهُ إِلَی مَخَطٍّ فِی الْأَرْضِ فَأَسْلَمُوهُ فِیهِ إِلَی عَمَلِهِ وَ انْقَطَعُوا عَنْ زَوْرَتِهِ. [3].
القیامه
حَتَّی إِذَا بَلَغَ الْکِتَابُ أَجَلَهُ وَ الْأَمْرُ مَقَادِیرَهُ وَ أُلْحِقَ آخِرُ الْخَلْقِ بِأَوَّلِهِ وَ جَاءَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا یُرِیدُهُ مِنْ تَجْدِیدِ خَلْقِهِ أَمَادَ [4] السّمَاءَ وَ فَطَرَهَا [5] وَ أَرَجّ الأَرضَ وَ أَرجَفَهَا وَ قَلَعَ جِبَالَهَا وَ نَسَفَهَا وَ دَکّ بَعضُهَا بَعضاً مِن هَیبَهِ جَلَالَتِهِ وَ مَخُوفِ سَطوَتِهِ وَ أَخرَجَ مَن فِیهَا فَجَدّدَهُم بَعدَ إِخلَاقِهِم [6] وَ جَمَعَهُم بَعدَ تَفَرّقِهِم ثُمّ مَیّزَهُم لِمَا یُرِیدُهُ مِن مَسأَلَتِهِم عَن خَفَایَا الأَعمَالِ وَ خَبَایَا الأَفعَالِ وَ جَعَلَهُم فَرِیقَینِ أَنعَمَ عَلَی هَؤُلَاءِ وَ انتَقَمَ مِن هَؤُلَاءِ فَأَمّا أَهلُ الطّاعَهِ فَأَثَابَهُم بِجِوَارِهِ وَ خَلّدَهُم فِی دَارِهِ حَیثُ لَا یَظعَنُ النّزّالُ وَ لَا تَتَغَیّرُ بِهِمُ
[1] 1469. «خالَطَ لسانُه سَمْعَهُ»: شارک السمع اللسان فی العجز عن أداء وظیفته.
[2] 1470.التْیِاطاً: التصاقا به.
[3] 1471.زَوْرَته: زیارته.
[4] 1472.أمادها: حرکها علی غیر انتظام.
[5] 1473.فَطَرَها: صدعها.
[6] 1474.إخْلاقهم: من قولهم: «ثوب خلق، و ثیاب أخلاق»، و المراد أن البلی یشملهم کما یشمل الثیاب البالیه.