مَلَکُوتِکَ وَ مَا أَحْقَرَ ذَلِکَ فِیمَا غَابَ عَنَّا مِنْ سُلْطَانِکَ وَ مَا أَسْبَغَ نِعَمَکَ فِی الدُّنْیَا وَ مَا أَصْغَرَهَا فِی نِعَمِ الْآخِرَهِ!.
الملائکه الکرام
و منها
مِنْ مَلاَئِکَهٍ أَسْکَنْتَهُمْ سَمَاوَاتِکَ وَ رَفَعْتَهُمْ عَنْ أَرْضِکَ هُمْ أَعْلَمُ خَلْقِکَ بِکَ وَ أَخْوَفُهُمْ لَکَ وَ أَقْرَبُهُمْ مِنْکَ لَمْ یَسْکُنُوا الْأَصْلاَبَ وَ لَمْ یُضَمَّنُوا الْأَرْحَامَ وَ لَمْ یُخْلَقُوا مِنْ مَاءٍ مَهِینٍ [1]
وَ لَمْ یَتَشَعَّبْهُمْ رَیْبُ الْمَنُونِ [2] وَ إِنَّهُمْ عَلَی مَکَانِهِمْ مِنْکَ وَ مَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَکَ وَ اسْتِجْمَاعِ أَهْوَائِهِمْ فِیکَ وَ کَثْرَهِ طَاعَتِهِمْ لَکَ وَ قِلَّهِ غَفْلَتِهِمْ عَنْ أَمْرِکَ لَوْ عَایَنُوا کُنْهَ مَا خَفِیَ عَلَیْهِمْ مِنْکَ لَحَقَّرُوا أَعْمَالَهُمْ وَ لَزَرَوْا [3] عَلَی أَنْفُسِهِمْ وَ لَعَرَفُوا أَنَّهُمْ لَمْ یَعْبُدُوکَ حَقَّ عِبَادَتِکَ وَ لَمْ یُطِیعُوکَ حَقَّ طَاعَتِکَ.
عصیان الخلق
سُبْحَانَکَ خَالِقاً وَ مَعْبُوداً! بِحُسْنِ بَلاَئِکَ [4] عِنْدَ خَلْقِکَ خَلَقْتَ دَاراً وَ جَعَلْتَ فِیهَا مَأْدُبَهً [5] مَشْرَباً وَ مَطْعَماً وَ أَزْوَاجاً وَ خَدَماً وَ قُصُوراً وَ أَنْهَاراً وَ زُرُوعاً وَ ثِمَاراً ثُمَّ أَرْسَلْتَ دَاعِیاً یَدْعُو إِلَیْهَا فَلاَ الدَّاعِیَ أَجَابُوا وَ لاَ فِیمَا رَغَّبْتَ رَغِبُوا وَ لاَ إِلَی مَا شَوَّقْتَ إِلَیْهِ اشْتَاقُوا أَقْبَلُوا عَلَی جِیفَهٍ قَدِ افْتَضَحُوا بِأَکْلِهَا وَ اصْطَلَحُوا عَلَی
[1] 1455.المَهِین: الحقیر، یرید النطفه.
[2] 1456.المَنُون: الدهر. و الرّیب: صرفه. أی لم تفرّقهم صروف الزمان.
[3] 1457.زَرَی علیه - کرمی - عابه.
[4] 1458. البلاء یکون نعمه و یکون نقمه، و یتعیّن الأول بإضافه الحسن الیه. أی ما عبدوک إلا شکرا لنعمتک علیهم.
[5] 1459.المَأدُبه: بضم الدال و فتحها: ما یصنع من الطعام للمدعوّین فی عرس و نحوه، و المراد منها هنا نعیم الجنه.