responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغه نویسنده : صبحي صالح    جلد : 1  صفحه : 127

شَوَاهِدُ حُجَجِ بَیِّنَاتِکَ وَ إِنَّکَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِی لَمْ تَتَنَاهَ فِی الْعُقُولِ فَتَکُونَ فِی مَهَبِّ فِکْرِهَا مُکَیَّفاً [1] وَ لاَ فِی رَوِیَّاتِ خَوَاطِرِهَا فَتَکُونَ مَحْدُوداً مُصَرَّفاً. [2].

و منها -

قَدَّرَ مَا خَلَقَ فَأَحْکَمَ تَقْدِیرَهُ وَ دَبَّرَهُ فَأَلْطَفَ تَدْبِیرَهُ وَ وَجَّهَهُ لِوِجْهَتِهِ فَلَمْ یَتَعَدَّ حُدُودَ مَنْزِلَتِهِ وَ لَمْ یَقْصُرْ دُونَ الاِنْتِهَاءِ إِلَی غَایَتِهِ وَ لَمْ یَسْتَصْعِبْ [3] إِذْ أُمِرَ بِالْمُضِیِّ عَلَی إِرَادَتِهِ فَکَیْفَ وَ إِنَّمَا صَدَرَتِ الْأُمُورُ عَنْ مَشِیئَتِهِ الْمُنْشِئُ أَصْنَافَ الْأَشْیَاءِ بِلاَ رَوِیَّهِ فِکْرٍ آلَ إِلَیْهَا وَ لاَ قَرِیحَهِ غَرِیزَهٍ [4] أَضْمَرَ عَلَیْهَا وَ لاَ تَجْرِبَهٍ أَفَادَهَا [5] مِنْ حَوَادِثِ الدُّهُورِ وَ لاَ شَرِیکٍ أَعَانَهُ عَلَی ابْتِدَاعِ عَجَائِبِ الْأُمُورِ فَتَمَّ خَلْقُهُ بِأَمْرِهِ وَ أَذْعَنَ لِطَاعَتِهِ وَ أَجَابَ إِلَی دَعْوَتِهِ لَمْ یَعْتَرِضْ دُونَهُ رَیْثُ الْمُبْطِئِ [6] وَ لاَ أَنَاهُ الْمُتَلَکِّئِ [7] فَأَقَامَ مِنَ الْأَشْیَاءِ أَوَدَهَا [8] وَ نَهَجَ [9] حُدُودَهَا وَ لاَءَمَ بِقُدْرَتِهِ بَیْنَ مُتَضَادِّهَا وَ وَصَلَ أَسْبَابَ قَرَائِنِهَا [10] وَ فَرَّقَهَا أَجْنَاساً مُخْتَلِفَاتٍ فِی الْحُدُودِ وَ الْأَقْدَارِ وَ الْغَرَائِزِ [11] وَ الْهَیْئَاتِ بَدَایَا [12] خَلاَئِقَ أَحْکَمَ صُنْعَهَا وَ فَطَرَهَا عَلَی مَا أَرَادَ وَ ابْتَدَعَهَا.

و منها فی صفه السماء

وَ نَظَمَ بِلاَ تَعْلِیقٍ رَهَوَاتِ فُرَجِهَا [13] وَ لاَحَمَ صُدُوعَ انْفِرَاجِهَا [14]


[1] 1039.مُکَیّفاً: ذا کیفیه مخصوصه.

[2] 1040. «مُصَرّفاً» أی تصرّفک العقول بأفهامها فی حدودک.

[3] 1041.اسْتَصْعَبَ الرکوبُ: لم ینقد فی السیر لراکبه.

[4] 1042.غریزه: طبیعه و مزاج، أی لیس له مزاج کما للمخلوقات الحساسه فینبعث عنه إلی الفعل، بل هو انفعال بما له بمقتضی ذاته، لا بأمر عارض.

[5] 1043.أفادها: استفادها.

[6] 1044.الرّیْث: التثاقل عن الأمر.

[7] 1045.الأنَاه: تؤده یمازجها رویّه فی اختیار العمل و ترکه، و المتلکیء: المتعلل.

[8] 1046.أوَدها: اعوجاجها.

[9] 1047.نَهَجَ: عیّن و رسم.

[10] 1048.قرائنها: جمع قرینه، و هی النفس أی وصل حبال النفوس - و هی عالم النور - بالأبدان، و هی من عالم الظلمه.

[11] 1049.الغرائز: الطبائع.

[12] 1050.بَدَایَا: جمع بدیء، أی مصنوع.

[13] 1051.رَهَوَات: جمع رهوه. أی المکان المرتفع. و یقال للمنخفض أیضا، فهو من الأضداد. الفرج: جمع فرجه - بضم فسکون - و هی المکان الخالی.

[14] 1052.لاحَمَ، أی: ألصق، و الصّدوع جمع صدع، و هو الشّق، أی ما کان فی الجرم الواحد منها من صدع لحمه سبحانه، و أصلحه فسوّاه.

نام کتاب : نهج البلاغه نویسنده : صبحي صالح    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست