أَیُّهَا النَّاسُ فِیمَا اسْتَحْفَظَکُمْ مِنْ کِتَابِهِ وَ اسْتَوْدَعَکُمْ مِنْ حُقُوقِهِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ یَخْلُقْکُمْ عَبَثاً وَ لَمْ یَتْرُکْکُمْ سُدًی وَ لَمْ یَدَعْکُمْ فِی جَهَالَهٍ وَ لاَ عَمًی قَدْ سَمَّی آثَارَکُمْ [1] وَ عَلِمَ أَعْمَالَکُمْ وَ کَتَبَ آجَالَکُمْ وَ أَنْزَلَ عَلَیْکُمُ الْکِتَابَ تِبْیاناً لِکُلِّ شَیْءٍ وَ عَمَّرَ فِیکُمْ نَبِیَّهُ[2] أَزْمَاناً حَتَّی أَکْمَلَ لَهُ وَ لَکُمْ فِیمَا أَنْزَلَ مِنْ کِتَابِهِ دِینَهُ الَّذِی رَضِیَ لِنَفْسِهِ وَ أَنْهَی إِلَیْکُمْ عَلَی لِسَانِهِ مَحَابَّهُ [3] مِنَ الْأَعْمَالِ وَ مَکَارِهَهُ وَ نَوَاهِیَهُ وَ أَوَامِرَهُ وَ أَلْقَی إِلَیْکُمُ الْمَعْذِرَهَ وَ اتَّخَذَ عَلَیْکُمُ الْحُجَّهَ وَ قَدَّمَ إِلَیْکُمْ بِالْوَعِیدِ وَ أَنْذَرَکُمْ بَیْنَ یَدَیْ عَذابٍ شَدِیدٍ فَاسْتَدْرِکُوا بَقِیَّهَ أَیَّامِکُمْ وَ اصْبِرُوا لَهَا أَنْفُسَکُمْ [4] فَإِنَّهَا قَلِیلٌ فِی کَثِیرِ الْأَیَّامِ الَّتِی تَکُونُ مِنْکُمْ فِیهَا الْغَفْلَهُ وَ التَّشَاغُلُ عَنِ الْمَوْعِظَهِ وَ لاَ تُرَخِّصُوا لِأَنْفُسِکُمْ فَتَذْهَبَ بِکُمُ الرُّخَصُ مَذَاهِبَ الظَّلَمَهِ [5] وَ لاَ تُدَاهِنُوا [6] فَیَهْجُمَ بِکُمُ الْإِدْهَانُ عَلَی الْمَعْصِیَهِ عِبَادَ اللَّهِ إِنَّ أَنْصَحَ النَّاسِ لِنَفْسِهِ أَطْوَعُهُمْ لِرَبِّهِ وَ إِنَّ أَغَشَّهُمْ لِنَفْسِهِ أَعْصَاهُمْ لِرَبِّهِ وَ الْمَغْبُونُ [7] مَنْ غَبَنَ نَفْسَهُ وَ الْمَغْبُوطُ [8] مَنْ سَلِمَ لَهُ دِینُهُ وَ السَّعِیدُ مَنْ وُعِظَ بِغَیْرِهِ وَ الشَّقِیُّ مَنِ انْخَدَعَ لِهَوَاهُ وَ غُرُورِهِ - وَ اعْلَمُوا أَنَّ یَسِیرَ الرِّیَاءِ [9] شِرْکٌ وَ مُجَالَسَهَ أَهْلِ الْهَوَی مَنْسَاهٌ لِلْإِیمَانِ [10] وَ مَحضَرَهٌ لِلشّیطَانِ [11] جَانِبُوا الکَذِبَ فَإِنّهُ مُجَانِبٌ لِلإِیمَانِ الصّادِقُ عَلَی شَفَا مَنجَاهٍ وَ کَرَامَهٍ وَ الکَاذِبُ عَلَی شَرَفِ مَهوَاهٍ وَ مَهَانَهٍ وَ لَا
[1] 930.سمّی آثارکم: بین لکم أعمالکم و حدّدها.
[2] 931.عَمّرَ نبیّه: مدّ فی أجله.
[3] 932.مَحَابّه: مواضع حبّه، و هی الأعمال الصالحه.
[4] 933. «اصبروا أنفسکم»: اجعلوا لأنفسکم صبرا فیها.
[5] 934.الظّلَمه: جمع ظالم.
[6] 935.المُداهَنَه: إظهار خلاف ما فی الطّویّه، و الإدهان: مثله.
[7] 936.المَغْبون: المخدوع.
[8] 937.المَغْبُوط: المستحق لتطّلع النفوس إلیه، و الرغبه فی نیل مثل نعمته.
[9] 938.الریاء: أن تعمل لیراک الناس، و قلبک غیر راغب فیه.
[10] 939. «مَنْسأهٌ للإیمان»: موضع لنسیانه، و داعیه للذهول عنه.
[11] 940. «مَحْضِرهٌ للشیطان» مکان لحضوره، وداع له.