الشهر فيكثر من قراءته والتدبّر في آياته
والتأمّل في معانيه وحكمه مؤكداً في كل ذلك بيعته له وتمسكه به، إنه يصدق مناهجه
ويبطل ما سواه وإنه يطبق أحكامه ويلبي دعوته حيثما دعاه وإنه يجاهد دونه بنفسه
وماله وكل ما تملكه يديه في سبيل إرجاعه إلى الحياة دستوراً حياً وكتاباً خالداً
ناطقاً بالحق قائماً بالقسط.
وإذا كانت ليلة القدر هي القمة في تاريخ الوحي ومركز الثقل في صلة
السماء بالأرض فقد رشّحها الله سبحانه وتعالى لكي تكون مركز الثقل في المنهج
الرمضاني للإنسان المسلم فشهر رمضان مدرسة لروح الإنسان وضميره وإرادته يعيش فيه
منهجاً ربّانياً للتسامي والنمو وليلة القدر هي قمة ذلك المنهج وفترة الامتحان
فيه، فكل من اتيح له أن ينجح في هذا الامتحان فقد حقق لنفسه ليلة القدر في ليلة
القدر.
وقد حشد الإسلام في شهر رمضان من وسائل التربية والتطهير وألوان
الحثّ على البرِّ والإحسان ووجوه الخير