عذاب يوم القيامة ، وهو عظيم ، وأيّ عظيم نعوذ بالله منه.
قيل [١] في الآية أحكام ، ما عرفناها بل لم يظهر كون بعضها حكما
في نفس الأمر مثل وجوب اتّخاذ المساجد كفاية ، ووجوب عمارة ما استهدم منها ، ووجوب
شغلها بالذكر ، واستحباب كلّ واجب كفائي عينا فتأمّل وهو أعلم.
فيها حثّ عظيم
وترغيب جزيل على تعمير المساجد ، وأنّ له شأنا كبيرا عند الله حتّى أنّه لا بدّ من
اتّصاف فاعله بهذه الأوصاف الجليلة ، وإلّا ففعله كعدمه فينبغي أن يكون التعمير
ممّن يقيم الصّلاة ويؤتي الزكاة ، ولم يخش إلّا الله وإلّا فتعميره ليس تعميرا
مرضيّا.
والمراد
المبالغة ، وإلّا فالتعمير أمر مطلوب للشارع من كلّ مؤمن ويترتّب عليه ثوابه الّذي
قرّره [الله] ولكن قد يكون فيه الزيادة بالإخلاص ، واتّصاف فاعله بالأفعل الحسنة ،
ولا بعد في ذلك ، ولهذا قيل «حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين» فكأنّه إشارة إلى
أنّ المؤمن الكامل لم يترك شيئا من العبادات ، بل يجعل غير الله معدوما حتّى لم
يخف ممّا يهلكه من الانس والجنّ ، ويجعل خوفه وطمعه منحصرا فيه تعالى ، ومع ذلك
يرجى أن يكون من المهتدين.
ثمّ إنّه قيل
يحتمل أن يكون المراد بالتعمير رمّ المساجد بإصلاح ما يستهدم وتزيينها ، وإزالة ما
تكره النفس منه ، مثل كنسها ، فإنه روي : من كنس مسجدا يوم الخميس وليلة الجمعة
وأخرج من التراب مقدار ما يذرّ في العين غفر له [٣] والإسراج فيها روي أنّه من أسرج في مسجد سراجا لم تزل
الملائكة وحملة العرش