بَأْسَكُمْ) شدّة الطعن والضرب في الحروب ، وتدفع عنكم سلاح أعدائكم
وفيها دلالة على إباحة هذه الأمور ونحوها وهو ظاهر فتأمل (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ
يُنْكِرُونَها)[١] في الكشّاف قيل : إنكارهم النعمة هو قولهم : لو لا فلان
ما أصبت كذا لبعض نعم الله ، وإنّما لا يجوز التكلّم بنحو هذا القول إذا لم يعتقد
أنّها من الله وأنه أجراها على يد فلان وجعله سببا في نيلها ، فتدلّ على تحريم هذا
القول ، بل هو قريب من الكفر ، ويدلّ عليه بعض الأخبار أيضا ، فلا بدّ من الاجتناب
والاحتياط.
المنع هو الصدّ
والحيلولة ، قال في مجمع البيان : الظلم اسم ذمّ لا يجوز إطلاقه على الأنبياء
والمعصومين كأنّه التعدّي وخلاف العدل ، والخروج عن طاعة الله تعالى ، والسعي هو
الكسب ، يقال فلان يسعى على عياله أي يكسب لهم وضدّه الوقف والترك ، والخراب هو
الهدم ، ومن للاستفهام الإنكاريّ مبتدأ وأظلم خبره ، ومساجد المفعول الأوّل لمنع ،
وأن يذكر مفعوله الثاني ، ويحتمل أن يكون من محذوفة عن أن ، لأنّ حذف حرف الجرّ عن
أن قياس ويجوز أن يكون مفعولا له بحذف المضاف ، أي كراهة أن يذكر.
كذا في الكشّاف
، ومجمع البيان ، ولا يرد عليه أنّه يفيد تحريم المنع المعلّل والمقيّد لا المطلق
، فيعلم الجواز في الجملة ، لأنّ نهاية ما يفهم منه أنّه من منع لا لذلك ، لا يكون
أظلم ، بل يوجد من هو أظلم وهو كذلك فلا يحتاج إلى أنّها للمبالغة فيكون المبالغة
أقلّ من المنع للكراهة ، وزاد في