أي كلّ ما
فعلتم من نفقة حسنة أو قبيحة وكلّ ما أوجبتم على أنفسكم بالنذر ، ويحتمل شبهه أيضا
الله يعلم (فَإِنَّ اللهَ
يَعْلَمُهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ) فيعلم استحقاق صاحبه [للأجر] ونيّة فاعله فيجازيه على
ذلك إن خيرا فخيرا وإن شرّا فشرّا فلا يبعد دلالتها على استحباب فعل النذر إن كان
المنذور طاعة ، وتحريمه إن كان معصية ، حيث قرنه بالإنفاق المرغوب والمرهوب ، ووعد
فاعله بالأجر إذا فعله على الوجه المرضيّ ، وأوعد بالعقاب على عدمه بأنّه يعلمه ،
وكذا وجوب الوفاء به لتسمية من يخالفه ظالما على ما هو الظاهر وسيجيء ما يدلّ على
الوفاء به.
وقال في مجمع
البيان : النذر هو عقد المرء على نفسه فعل شيء من البرّ بشرط ولا ينعقد ذلك إلّا
بقوله «لله عليّ كذا» ولا يثبت بغير هذا اللّفظ ، وأصل النذر الخوف ، لأنّه يعقد
على نفسه خوف التقصير في الأمر ، ومنه نذر الدّم وهو العقد على سفك الدم للخوف من
مضرّة صاحبه ، ومنه الإنذار ، وفي هذا الكلام تأمّل إذ يفهم تخصيصه بالفعل وبالرجل
، إلّا أن يقول بالتأويل ، ويريد بالمرء الشخص أو يعلم المرأة والترك بالمقايسة أو
المراد مثلا ، وأيضا التقييد بالبرّ يدلّ على عدم انعقاده في المباح كما هو مذهب
بعض الأصحاب ، وهو محلّ التأمّل أيضا لعموم أدلّة النذر ، مع عدم اشتماله على قبح
، ويحتمل أن يريد به المباح.