خاطب الله
المؤمنين بالشفقة لهم والاهتمام بحالهم ، وعدم انتفاع غيرهم ، بأنّه (إِذا تَدايَنْتُمْ) أي إذا داين بعضكم بعضا كذا في التفسيرين (بِدَيْنٍ) أيّ دين كان وبأي معاملة وقعت بينكم ، فشرط كونه مقيّدا
بوقت معلوم مضبوط بالتسمية لا بمثل قدوم الحاجّ وبحيث يكون العوضان أو أحدهما دينا
أي مالا في الذمّة مؤجّلا بمدّة ، لكن الدّليل دلّ على بطلان الأوّل عندهم وبقي
الثاني ، وهذا بيان للمقصود ، وتفصيل لتداينتم ، لا بيان لمعناه اللغويّ حتّى يرد
عليه أنّه فرق بين التفاعل والمفاعلة ، فإنّ الأوّل لازم والثاني متعدّ فلا يصحّ
تفسير أحدهما بالآخر كما أورده في كنز العرفان على صاحب الكشّاف ، على أنّه قد
يمنع حصر الأوّل في اللازم والثاني في المتعدّي ، ولعلّ فهم هذا التفصيل صريحا
أوجب ذكر «دين» مع أنّه معلوم من قوله «تداينتم».
وفيهما ذكر :
ليكون مرجعا لضمير فاكتبوه ، ولعلّ مقصودهم أنّ ذكر الدين غير مستحسن ، وإرجاع
الضمير إلى المصدر تكلّف إنّما يرتكب للضرورة مع أنّ المقصود قد يكون التصريح
بكتابة الدين الّذي تقع عليه المعاملة ، وذلك يفوت بتركه ، فلا يرد عليه ما أورده
أيضا بقوله فيه نظر ، لأنّا نمنع وجوب ذكر