ويدلّ عليه
أيضا (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ
أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا
مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً
وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ)[١] وتدلّ على رجحان قول ذلك بعد الجلوس في الفلك. وقوله (مُنْزَلاً) إمّا اسم مكان محلّ النزول ، أو مصدر ميميّ أي إنزالا
مباركا كثير الخير والبركة ، والظاهر استحبابه في مطلق المنزل ، كما ورد به
الرواية [٢].
ويستحبّ بعد
ركوب الدابّة تلاوة قوله تعالى (سُبْحانَ الَّذِي
سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلى رَبِّنا
لَمُنْقَلِبُونَ)[٣] وقوله تعالى (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعالَمِينَ).
قيل : كانوا في
الجاهلية يمتنعون عن مؤاكلة الحيّض ومشاربتهنّ ومجالستهنّ فسألوا عن ذلك فنزلت ،
والمحيض مصدر كالمجيء والمبيت يعني يسألونك يا محمّد عن الحيض وأحكامه قل يا محمّد
إنّه أذى ، أي قذر ونجس وموذ لمن يقربه ، للنفرة منه (فَاعْتَزِلُوا
النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ) أي مجامعتهنّ في الفرج زمان الحيض ، وهو عن ابن عباس
وعائشة والحسن وقتادة ومجاهد ومحمّد رفيق أبي يوسف وهو مذهب أكثر أصحابنا ، ويدلّ
عليه أنّه المتبادر من اعتزالهنّ ، إذ المقصود من معاشرتهنّ