والمستلذّات المتوهّمة ، وهو في الحقيقة شرّ لكم لأنّه يمنعكم من السعادات الدنيويّة
والأخرويّة ، وكذا جميع التكاليف ولعبادات المقرّبة والمناهي المبعّدة المهلكة ،
والله يعلم مصالحكم ومنافعكم ، وما يضرّكم وما ينفعكم ، فيمنعكم عن المضرّات ،
ويرغّبكم في المنافع والفوائد ، وهي مخفيّة عليكم بظاهر نظركم ، وما تعلمونها
لقلّة تدبّركم ، وكثرة الشهوات الّتي تسترها ، والكسل الّذي يزيّن عدمها ، ولوازم
البشريّة الّتي تعكسها ، فهي صريحة في وجوب الجهاد على الإجمال والتفصيل مبيّن في
الكتب الفقهيّة.
أي يسئلونك يا
محمّد عن القتال في الشهر الحرام ، هل هو جائز أم لا؟ ـ والسائلون أهل الشرك على
جهة التعيير على المسلمين باستحلالهم القتال في شهر رجب بناء على زعمهم لا حقيقة ،
كما يفهم من سبب النزول ، وقيل السائلون المسلمون ليعلموا الحكم ، فقتال بدل عن
الشهر بدل الاشتمال إذ الزمان مشتمل على ما فيه ـ قل إنّ القتال في الشهر الحرام
ذنب كبير وإثم عظيم لكنّ الصدّ عن سبيل الله أي المنع من الحجّ وغيره من العبادات
كما تفعلون ، والكفر بالله وصدّ المسجد الحرام وإخراج أهل المسجد وهم المسلمون من
المسجد الحرام كاخراجكم المسلمين من مكّة حتّى هاجروا إلى المدينة أكبر وأعظم ذنبا
ووزرا عند الله. فصدّ نكرة موصوفة