فيهما استدلّ بها على مشروعيّة فعل فائت اللّيل نهارا والعكس ، فانّ معناها
اللّيل خليفة النهار فيما يصحّ أن يقع فيه ، وبالعكس ، وفهمه من مجرّدها مشكل
كسابقتها فافهم [١].
قيل : استدلّ
بها على أنّ تارك الصلاة مستحلا مرتدّ يجب قتله ، لأنّه تعالى علّق المنع من قتلهم
على التوبة وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، ولا شكّ أنّ تركهم الصلاة كان على وجه
الاستحلال ، لعدم تحقّق اعتقاد وجوبها من المشرك والحكم المعلّق على مجموع لا
يتحقّق إلّا مع تحقّق المجموع ، ويكفي في حصول نقيضه فوات واحد من المجموع ، ولا
يخفى ما فيه فافهم.
أمّا اللغة
فالعبادة هي أقصى غاية الخضوع كما مرّ في (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) والخلق هو الفعل والإيجاد على تقدير واستواء ، والباقي
ظاهر.
وأمّا الإعراب
فلعلّكم تتّقون ، جملة حاليّة عن الخالق ، لكن على طريق التشبيه بالراجي لاستحالة
حقيقة الرجاء منه ، أو عن المخلوقين أو عن العابدين وأما كونها علّة فتكون بمعنى
كي فيكون موافقا لقوله تعالى (وَما خَلَقْتُ
الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[٤] كما يظهر من مجمع البيان ففيه أنّه نقل في الكشّاف
وتفسير القاضي أنّ لعلّ ما جاء بهذا المعنى فعلى تقدير التسليم يحتمل كون ما ذكر
في مجمع البيان محصّل المعنى ، ومعناها المجازيّ ، والمنع المذكور فيهما يكون
باعتبار
[١] راجع مجمع البيان
ج ٧ ص ١٧٨ ، الدر المنثور ج ٥ ص ٧٥.