responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 5  صفحه : 653

معه من المهاجرين و الأنصار في أحسن عدة و أحسن هيئة يسير بهم سيرا رفيقا حتى انتهوا الى أهل وادي اليابس، فلما بلغ القوم نزول القوم عليهم و نزل ابو بكر و أصحابه قريبا منهم خرج إليهم من أهل وادي اليابس مأتا رجل مدحجين بالسلاح‌[1] فلما صادفوهم قالوا لهم: من أنتم و من اين أقبلتم و اين تريدون ليخرج إلينا صاحبكم حتى نكلمه، فخرج إليهم ابو بكر في نفر من أصحابه المسلمين، فقال لهم: أنا أبو بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه و آله، قالوا: ما أقدمك علينا؟ قال: أمرني صلى الله عليه و آله ان اعرض عليكم الإسلام و ان تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون و لكم ما لهم و عليكم ما عليهم و الا فالحرب بيننا و بينكم، قالوا له: و اللات و العزى لو لا رحم ماسة و قرابة قريبة لقتلناك و جميع أصحابك قتلة تكون حديثا لمن يكون بعدكم، فارجع أنت و من معك و اربحوا العافية، فانا انما نريد صاحبكم بعينه و أخاه على بن أبي طالب، فقال ابو بكر لأصحابه: يا قوم القوم أكثر منكم أضعافا و أعد منكم و قد نأت داركم عن إخوانكم من المسلمين فارجعوا نعلم رسول الله بحال القوم، فقالوا له جميعا: خالفت يا أبا بكر رسول الله صلى الله عليه و آله و ما أمرك به فاتق الله و واقع القوم و لا تخالف قول رسول الله صلى الله عليه و آله، فقال: إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ‌ و الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فانصرف و انصرف الناس أجمعون.

فأخبر النبي صلى الله عليه و آله بمقالة القوم له و ما رد عليهم ابو بكر فقال صلى الله عليه و آله: يا با بكر خالفت أمري و لم تفعل ما امرتك و كنت لي و الله عاصيا فيما امرتك، فقام النبي صلى الله عليه و آله و صعد المنبر و حمد الله و اثنى عليه ثم قال: يا معشر المسلمين انى أمرت أبا بكر ان يسير الى أهل وادي اليابس و ان يعرض عليهم الإسلام و يدعوهم الى الله فان أجابوا و الا واقعهم و انه سار إليهم و خرج منهم مأتا رجل، فلما سمع كلامهم و ما استقبلوه به انتفخ صدره و دخله الرعب منهم و ترك قولي و لم يطع أمري، و ان جبرئيل أمرني عن الله ان أبعث إليهم عمر مكانه في أصحابه في اربعة آلاف فارس، فسر يا عمر على اسم الله و لا تعمل كما عمل ابو بكر أخوك فانه قد عصا الله و عصاني و امره بما امر به‌


[1] المدحج: الشاك في السلاح.

نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 5  صفحه : 653
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست