وَ إِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْكاً
كَبِيراً ما هذا الملك الذي كبر الله عز و جل حتى سماه كبيرا؟ قال: إذا ادخل الله
أهل الجنة الجنة أرسل رسولا الى ولى من أوليائه فيجد الحجبة على بابه، فتقول له:
قف حتى نستأذن لك؛ فما يصل اليه رسول ربه الا بإذن، فهو قوله عز و جل: «وَ إِذا
رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً».
53- في روضة
الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن ابى جعفر
عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه و آله سئل عن قول الله عز و جل: «يَوْمَ
نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً» فقال: يا على ان
الوفد لا يكون الا ركبانا الى قوله: فقال على عليه السلام يا رسول الله أخبرنا عن
قول الله عز و جل: «غرف مبنية من فوقها غرف» بما ذا بنيت يا رسول الله؟ فقال يا
على تلك غرف بناها الله عز و جل لأوليائه بالدر و الياقوت و الزبرجد، سقوفها الذهب
محبوكة بالفضة[1] لكل غرفة
منها الف باب من ذهب، على كل باب منها ملك موكل به فيها فرش مرفوعة بعضها فوق بعض
من الحرير و الديباج بألوان مختلفة و حشوها الكافور و العنبر و ذلك قول الله عز و
جل
«وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ» إذا ادخل المؤمن الى منازله في الجنة و وضع على رأسه تاج
الملك و الكرامة البس حلل الذهب و الفضة و الياقوت و الدر منظومة في الإكليل[2] تحت التاج
قال: فألبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة و ضروب مختلفة منسوجة بالذهب و الفضة و
اللؤلؤ و الياقوت الأحمر، فذلك قوله عز و جل: «يُحَلَّوْنَ فِيها
مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ لِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ» فاذا جلس
المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا، فاذا استقر لولى الله عز و جل منازله في الجنان
استأذن عليه الموكل بجنانه ليهنئه بكرامة الله عز و جل إياه، فيقول له خدام المؤمن
من الوصفاء
[1] الحبك: الشد و الأحكام و تحسين اثر الصنعة في
الثوب.
[2] الإكليل: تحت التاج و شبه العصابة تزين
بالجواهر.