و أعطته ما كان على
الخوان و باتوا جياعا، و أصبحوا مفطرين و ليس عندهم شيء، فرآهم النبي صلى الله
عليه و آله جياعا فنزل جبرئيل عليه السلام و معه صحفة[2] من الذهب مرصعة بالدر و
الياقوت مملوة من الثريد و عراقا[3] تفوح منها
رائحة المسك و الكافور، فجلسوا و أكلوا حتى شبعوا و لم تنقص منها لقمة، و خرج
الحسين و معه قطعة عراق فنادته امرأة يهودية يا أهل بيت الجوع من اين لكم هذا
أطعمنيها؟ فمد يده الحسين ليطعمها فهبط جبرئيل و أخذها من يده و رفع الصفحة الى
السماء. فقال النبي صلى الله عليه و آله: لو لا ما أراد الحسين من إطعام الجارية
تلك القطعة لتركت تلك الصحفة في أهل بيتي يأكلون منها الى يوم القيامة، و نزل:
يوفون بالنذر و كان الصدقة في ليلة خمس و عشرين من ذي الحجة، و نزلت «هل أتى» في
اليوم الخامس و العشرين منه.
22- و باسناده عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن
بن على بن أبى طالب عليهما السلام قال: كل ما في كتاب الله عز و جل من قوله: «إِنَّ
الْأَبْرارَ» فو الله ما أراد به الا على بن أبى طالب و فاطمة و انا و
الحسين، لأنا نحن أبرار بآبائنا
[1] يقال: رجل عبل الذراعين أي ضخمهما. و الباع:
قد رمد اليدين و ربما عبر بالباع عن الشرف و الفضل و القدرة.
[2] الصحفة: قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة، قال
الكسائي: أعظم القصاع الجفنة ثم القصعة تشبع العشرة، ثم الصحفة تشبع الخمسة ثم
المئكلة تشبع الرجل أو الثلاثة، ثم الصحفة تشبع الرجل.
[3] العراق- بالضم- جمع العرق: العظم الذي أخذ عنه
اللحم.