بذلك بعض أهل المدينة، فبلغه عليه السلام ذلك فقال: ما أتى
الله عز و جل نبي من أنبيائه شيئا الا و قد آتى الله محمدا صلى الله عليه و آله
مثله، و زاده ما لم يؤتهم قال لسليمان عليه السلام: «هذا عَطاؤُنا
فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ» و قال لمحمد صلى الله عليه و آله «وَ ما
آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا».[1]
39- في بصائر
الدرجات يعقوب بن يزيد عن محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد عن ابى اسامة عن ابى عبد
الله عليه السلام قال: ان الله خلق محمدا فأدبه حتى إذا بلغ أربعين سنة اوحى الله و
فوض اليه الأشياء فقال «ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَهُوا».
40- و باسناده
الى القاسم بن محمد قال: ان الله تعالى أدب نبيه فأحسن تأديبه فقال: «خُذِ
الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ» فلما كان ذلك
فأنزل «إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» و فوض اليه امر دينه فقال: «ما آتاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» فحرم الله الخمر
بعينها، و حرم رسول الله كل مسكر، فأجاز الله ذلك له و لم يفوض الى أحد من
الأنبياء غيره.
41- في محاسن
البرقي عنه عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر
عليه السلام قال:سارعوا الى طلب العلم، فو الذي نفسي بيده لحديث في حلال و
حرام يأخذه عن صادق خير من الدنيا و ما حملت من ذهب و فضة، و ذلك ان الله يقول: «ما آتاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» و ان كان على عليه
السلام ليأمر بقرائة المصحف.
42- في مجمع
البيان و روى زيد الشحام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما أعطى الله
[1] لعل مراده( ع) ان الإطعام على النحو المذكور
ليس مما نهاه النبي( ص) فيكون، مباحا، أو هو في جملة ما آتاه فيكون سنة فلا عيب
فيه، و يحتمل أن يكون المراد يجب عليكم متابعتنا و الأخذ بأوامرنا و نواهينا كما
يجب عليكم متابعة النبي و الأخذ بأوامره و نواهيه و ليس عليكم أن تعيبوا علينا
أفعالنا لأنا أوصياؤه و نوابه و انما أبهم ذلك و أجمله لمكان التقية، قاله الفيض(
ره) في الوافي.