رسول الله حتى وقف عليها و هي تبكي، فقال، ما شأنك يا بنية؟
قالت: يا رسول الله رأيت البارحة كذا و كذا في نومى و قد فعلت أنت كما رأيته
فتنحيت عنكم لئلا أراكم تموتون، فقام رسول الله فصلى ركعتين ثم ناجى ربه فنزل عليه
جبرئيل! فقال: يا محمد هذا شيطان يقال له الرها و هو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا، و
يؤذى المؤمنين في نومهم ما يغتمون به، فأمر جبرئيل فجائه الى رسول الله فقال له:
أنت الذي أريت فاطمة هذه الرؤيا؟ فقال: نعم يا محمد فبزق عليه ثلاث بزقات[1] فشجه في
ثلاث مواضع ثم قال جبرئيل لمحمد: يا محمد إذا رأيت في منامك شيئا تكرهه أو رأى أحد
من المؤمنين فليقل أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون و أنبياء الله المرسلون
و عباده الصالحون من شر ما رأيت من رؤياى. و يقرء الحمد و المعوذتين و قل هو الله
أحد و يتفل عن يساره ثلاث تفلات، فانه ما يضره ما رأى، فأنزل الله عز و جل على
رسوله: إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ «الاية»
32- أخبرنا أحمد
بن إدريس عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن أبى بكر الحضرمي و بكر بن أبى بكر
قال: حدثنا سليمان بن خالد قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله «إِنَّمَا
النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ» قال: الثاني.
33- في روضة
الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله
عليه السلام قال: إذا رأى الرجل منكم ما يكره في منامه فليتحول عن شقه الذي
كان عليه نائما و ليقل: «إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ
آمَنُوا وَ لَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ» ثم ليقل: عذت
بما عاذت به ملائكة الله المقربون و أنبيائه المرسلون و عباده الصالحون من شر ما
رأيت و من شر الشيطان الرجيم.
34- في مجمع البيان و
قيل ان الاية المراد بها أحلام المنام التي يراها الإنسان في نومه فحزنه، و
ورد في الخبر عن عبد
الله بن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: إذا كنتم ثلاثة فلا
يتناجى اثنان دون صاحبهما فان ذلك يحزنه.