responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 5  صفحه : 206

هو مؤمن، فقد ثقل على هذا و حرج منه صدري حين أزعم، ان هذا العبد يصلى صلاتي و يدعو دعائي و يناكحني و أناكحه و يوارثني و أوارثه، و قد خرج من الايمان من أجل ذنب يسير أصابه؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: صدقت، سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول: و الدليل عليه كتاب الله: خلق الله عز و جل الناس على ثلاث طبقات و أنزلهم ثلاث منازل، فذلك قول الله عز و جل في الكتاب؛ «فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ» فاما ما ذكر من أمر السابقين فإنهم أنبياء مرسلون و غير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة أرواح: روح القدس و روح الايمان و روح القوة و روح الشهوة و روح البدن، فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين و غير مرسلين، و بها علموا الأشياء و بروح الايمان عبدوا الله و لم يشركوا به شيئا و بروح القوة جاهدوا عدوهم و عالجوا معاشهم، و بروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام و نكحوا الحلال من شباب النساء، و بروح البدن دبوا و درجوا[1] فهؤلاء مغفور لهم، مصفوح عن ذنوبهم، ثم قال: قال الله عز و جل: «تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‌ بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ» ثم قال في جماعتهم: «و أيدناه بروح منه» يقول: أكرمهم بها ففضلهم على من سواهم، فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم، ثم ذكر أصحاب الميمنة و هم المؤمنون حقا بأعيانهم، جعل الله فيهم اربعة أرواح روح الايمان و روح القوة، و روح الشهوة و روح البدن، فلا يزال العبد يستكمل هذه الأرواح الاربعة حتى يأتى عليه حالات فقال الرجل: يا أمير المؤمنين ما هذه الحالات؟ فقال:

أما أولهن فهو كما قال الله عز و جل: «وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى‌ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً» فهذا ينتقض منه جميع الأرواح، و ليس بالذي يخرج من دين الله لان الفاعل به رده الى أرذل عمره، فهو لا يعرف للصلوة وقتا، و لا يستطيع التهجد بالليل و لا بالنهار، و لا القيام في الصف مع الناس، فهذا نقصان روح الايمان و ليس يضره شيئا، و فيهم من ينتقض منه روح القوة، فلا يستطيع جهاد عدوه، و لا يستطيع طلب المعيشة، و منهم من ينتقض منه روح الشهوة، فلو مرت به أصبح‌


[1] دب: مشى مشيا صعيفا و يقال للصبي إذا دب و أخذ في الحركة: درج.

نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 5  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست