responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 5  صفحه : 19

رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْ‌ءٍ بِأَمْرِ رَبِّها» فلفظه عام و معناه خاص لأنها تركت أشياء كثيرة لم تدمرها، و انما دمرت ما لهم كله فكان كما قال الله عز و جل: فَأَصْبَحُوا لا يُرى‌ إِلَّا مَساكِنُهُمْ‌ و كل هذه الاخبار من هلاك الأمم تخويف و تحذير لامة محمد صلى الله عليه و آله و سلم‌ وَ لَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَ جَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَ أَبْصاراً وَ أَفْئِدَةً اى قد أعطيناهم فكفروا فنزل بهم العذاب فاحذروا ان لا ينزل بكم ما نزل بهم، و قوله:

و إِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ‌ القول الى قوله: فلما قضى و لوا إِلى‌ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا الى قوله: أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ‌ فهذا كله حكاية عن الجن و كان سبب نزول هذه الاية ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم خرج من مكة الى سوق عكاظ و معه زيد بن حارثة يدعو الناس الى الإسلام، فلم يجبه أحد و لم يجد أحدا يقبله، ثم رجع الى مكة فلما بلغ موضعا يقال له وادي مجنة[1] تهجد بالقرآن في جوف الليل، فمر به نفر من الجن فلما سمعوا قراءة رسول الله صلى الله عليه و آله استمعوا له، فلما سمعوا قرآنه قال بعضهم لبعض: أنصتوا يعنى أسكتوا، «فلما قضى» اى فرغ رسول الله صلى الله عليه و آله من القرآن‌ «وَلَّوْا إِلى‌ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ* قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى‌ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَ إِلى‌ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ* يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَ آمِنُوا بِهِ» الى قوله‌ «أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» فجاؤا الى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أسلموا و آمنوا و علمهم رسول الله صلى الله عليه و آله شرايع الإسلام، فأنزل الله عز و جل على نبيه صلى الله عليه و آله‌ «قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ» السورة كلها فحكى الله عز و جل قولهم و ولى عليهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم منهم، و كانوا يعودون الى رسول الله صلى الله عليه و آله في كل وقت، فأمر رسول الله صلى الله عليه و آله أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أن يعلمهم و ينفعهم، فمنهم مؤمنون و كافرون و ناصبون و يهود و نصارى و مجوس و هم ولد الجان.

31- و سئل العالم صلوات الله عليه عن مؤمن الجن أ يدخلون الجنة؟ فقال:

لا و لكن لله حظاير[2] بين الجنة و النار يكون فيها مؤمني الجن و فساق الشيعة.


[1] المجنة: الأرض الكثيرة الجن.

[2] حظائر جمع الحظيرة: الموضع الذي يحاط عليه لتأوى اليه الغنم و الإبل و سائر الماشية يقيها البرد و الريح.

نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 5  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست