طويل يذكر فيه حزقيل عليه السلام و ان قوم فرعون وشوا به[1] إلى فرعون
و قالوا: ان حزقيل يدعو إلى مخالفتك و يعين أعدائك على مضادتك، فقال لهم فرعون:
ابن عمى و خليفتي على ملكي و ولى عهدي ان فعل ما قلتم فقد استحق العذاب على كفره
نعمتي، فان كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم أشد العقاب لإيثاركم الدخول في مساءته،
فجاء بحزقيل و جاء بهم فكاشفوه و قالوا: أنت تجحد بربوبية فرعون الملك و تكفر
نعماه؟ فقال حزقيل:
ايها الملك هل جربت
على كذبا قط؟ قال: لا، قال: فسلهم من ربهم؟ قالوا: فرعون، قال: و من خالقكم؟
قالوا: فرعون قال: من رازقكم الكافل لمعايشكم و الدافع عنكم مكارهكم؟ قالوا: فرعون
هذا قال حزقيل: ايها الملك فأشهدك و كل من حضرك ان ربهم هو ربي، و خالقهم هو خالقي
و رازقهم هو رازقي و مصلح معايشهم هو مصلح معايشي لا رب لي و لا خالق و لا رازق
غير ربهم و خالقهم و رازقهم و أشهدك و من حضرك ان كل رب و خالق و رازق سوى ربهم و
خالقهم و رازقهم فانا منه برىء من ربوبيته و كافر بإلهيته، يقول حزقيل هذا و هو
يعنى ان ربهم هو الله ربي، و لم يقل ان الذي قالوا بهم انه ربهم هو ربي و خفي هذا
المعنى على فرعون و من حضره، و توهموا انه يقول فرعون ربي و خالقي و رازقي، فقال
لهم فرعون: يا رجال السوء و يا طلاب الفساد في ملكي و مريدي الفتنة بيني و بين ابن
عمى و هو عضدي، أنتم المستحقون لعذابي لارادتكم فساد أمري، و إهلاك ابن عمى و الفت
في عضدي[2] ثم امر
بالأوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم وتدا و في عضده وتدا و في صدره وتدا و امر
أصحاب أمشاط الحديد فشقوا بها لحومهم من أبدانهم، فذلك ما قال الله تعالى: «فَوَقاهُ
اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا» و كان سبب هلاكهم لما وشوا به إلى فرعون
ليهلكوه و حاق بآل فرعون سوء العذاب و هم الذين وشوا بحزقيل اليه لما أوتد فيهم
الأوتاد، و مشط عن أبدانهم لحومها بالامشاط.
56- في تفسير على
بن إبراهيم و قال رجل لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قول الله
عز و جل: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَ عَشِيًّا فقال أبو عبد
الله عليه السلام: ما يقول