responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 4  صفحه : 392

دفع الى كل إنسان كتابه فينظرون فيه فينكرون أنهم عملوا من ذلك شيئا فتشهد عليهم الملائكة فيقولون: يا رب ملائكتك يشهدون لك ثم يحلفون أنهم لم يعملوا من ذلك شيئا و هو قول الله عز و جل: «يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ» فاذا فعلوا ذلك ختم الله على ألسنتهم و تنطق جوارحهم بما كانوا يكسبون.

76- في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: و قوله: «الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى‌ أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ» قال: ذلك في مواطن غير واحد من مواطن ذلك اليوم الذي كان مقداره خمسين ألف سنة. يكفر أهل المعاصي بعضهم ببعض، و يلعن بعضهم بعضا و الكفر في هذه الآية بالبراءة يقول يتبرأ بعضهم من بعض و نظيرها في سورة إبراهيم قول الشيطان: «إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ» و قول إبراهيم خليل الرحمان: «كفرنا بكم يعنى تبرأنا منكم ثم يجتمعون في مواطن أخر فيستنطقون فيه فيقولون: «وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ» و هؤلاء خاصة هم المقرون في دار الدنيا بالتوحيد فلم ينفعهم ايمانهم مع مخالفتهم رسله، و شكهم فيما أتوا به من ربهم، و نقضهم عهوده في أوصيائه، و استبدالهم‌ الَّذِي هُوَ أَدْنى‌ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ، فكذبهم الله فيما انتحلوه من الايمان بقوله: «انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى‌ أَنْفُسِهِمْ» فيختم الله على أفواههم و يستنطق الأيدي و الأرجل و الجلود، فتشهد بكل معصية كانت منه، ثم يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون لجلودهم: «لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ».

77- في تفسير على بن إبراهيم و قوله عز و جل‌ وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَ فَلا يَعْقِلُونَ‌ فانه رد على الزنادقة الذين يبطلون التوحيد و يقولون ان الرجل إذا نكح المرأة و صارت النطفة في رحمها تلقيه الاشكال من الغذاء و دار عليه الفلك، و مر عليه الليل و النهار [فيولد الإنسان بالطبايع من الغذاء و مرور الليل و النهار] فنقض الله عز و جل عليهم قولهم في حرف واحد فقال جل ذكره: «وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَ فَلا يَعْقِلُونَ» قال: لو كان هذا كما يقولون لكان ينبغي ان يزيد الإنسان أبدا ما دامت الاشكال قائمة و الليل و النهار قائمان و الفلك يدور، فكيف صار يرجع الى النقصان كلما ازداد في الكبر

نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 4  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست