فانه أرسل الى من في الأرض بنبوة عامة و رسالة عامة. و اما
هود: فانه أرسل الى عاد بنبوة خاصة، و اما صالح: فانه أرسل الى ثمود و هي قرية
واحدة لا تكمل أربعين بيتا على ساحل البحر صغيرة، و اما شعيب: فانه أرسل الى مدين
و هي لا تكمل أربعين بيتا، و اما إبراهيم: نبوته بكوثا و هي قرية من قرى السواد
فيها بدا أول امره، ثم هاجر منها و ليست بهجرة، فقال في ذلك قوله عز و جل: «إِنِّي
مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» و كانت هجرة إبراهيم
بغير قتال، و اما اسحق: فكانت نبوته بعد إبراهيم، و اما يعقوب: فكانت نبوته بأرض
كنعان ثم هبط الى الرض مصر فتوفي فيها، ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بأرض كنعان، و
الرؤيا التي راى يوسف الأحد عشر كوكبا و الشمس و القمر له ساجدين، و كانت نبوته
بأرض مصر بدوها، ثم ان الله تبارك و تعالى أرسل الأسباط اثنى عشر بعد يوسف، ثم
موسى و هارون الى فرعون و ملائه الى أرض مصر وحدها، ثم ان الله تبارك و تعالى أرسل
يوشع بن نون الى بنى إسرائيل من بعد موسى فنبوته بدوها في البرية التي تاه فيها بنوا
إسرائيل، ثم كانت أنبياء كثيرة منهم من قصه الله عز و جل على محمد و منهم من لم
يقصصه على محمد، ثم ان الله عز و جل أرسل عيسى عليه السلام الى بنى إسرائيل خاصة و
كانت نبوته ببيت المقدس، و كانت من بعده الحواريون اثنا عشر، فلم يزل الايمان
يستتر في بقية أهله منذ رفع الله عيسى عليه السلام، ثم أرسل الله محمدا صلى الله
عليه و آله الى الجن و الانس عامة و كان خاتم الأنبياء.
66- و باسناده
الى محمد بن الفضيل عن أبى حمزة الثمالي عن أبى جعفر محمد بن على عليهما السلام
حديث طويل و فيه يقول عليه السلام: فمكث نوح ألف سنة الا خمسين عاما لم يشاركه في
نبوته أحد.
67- في روضة الكافي على
بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة عن أبى جعفر
عليه السلام مثل ما نقلنا عن كتاب كمال الدين و تمام النعمة أخيرا سواء.
67- في تفسير على
بن إبراهيم و قوله: و أسروا الندامة لما رأوا العذاب قال: يسرون الندامة
في النار إذا رأوا اولى الله، فقيل: يا رسول الله و ما يغنيهم اسرارهم