الآية فقال: الامانة الولاية من ادعاها بغير حق كفر.
259- في كتاب
معاني الاخبار باسناده الى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قال ابو عبد الله
عليه السلام: ان الله تبارك و تعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام،
فجعل أعلاها و أشرفها محمد و على و الحسن و الحسين عليهم السلام و الائمة صلوات
الله عليهم، فعرضها على السموات و الأرض و الجبال فغشيها نورهم، فقال الله تبارك و
تعالى للسموات و الأرض و الجبال: هؤلاء احبائى و أوليائى و حججي على خلقي و أئمة
بريتي، ما خلقت خلقا هو أحب الى منهم، لهم و لمن تولاهم خلقت جنتي، و لمن خالفهم و
عاداهم خلقت ناري، فمن ادعى منزلتهم منى و محلهم من عظمتي عذبته عذابا لا أعذبه
أحدا من العالمين و جعلته مع المشركين في أسفل درك من ناري، و من أقر بولايتهم و
لم يدع منزلتهم منى و مكانهم من عظمتي جعلته معهم في روضات جناتى و كان لهم فيها
ما يشاؤن عندي، و أبحتهم كرامتي، و أحللتهم جواري، و شفعتهم في المذنبين من عبادي
و إمائي فولايتهم أمانة عند خلقي، فأيكم يحملها بأثقالها و يدعيها لنفسه؟ فأبت
السموات و الأرض و الجبال ان يحملنها و أشفقن منها من ادعاء منزلتها و تمنى محلها
من عظمة ربهم، فلما أسكن الله عز و جل آدم و زوجته الجنة قال لهما «كُلا مِنْها
رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ» يعنى شجرة الحنطة «فَتَكُونا
مِنَ الظَّالِمِينَ» فنظرا الى منزلة محمد و على و فاطمة و الحسن و الحسين و
الائمة بعدهم فوجداها أشرف منازل أهل الجنة فقالا: ربنا لمن هذه المنزلة؟ فقال
الله جل جلاله ارفعا رؤسكما الى ساق العرش فرفعا رؤسهما فوجدا أسماء محمد و على و
فاطمة و الحسن و الحسين و الائمة عليهم السلام مكتوبة على ساق العرش بنور من نور
الله الجبار جل جلاله، فقالا: يا ربنا ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك و ما أحبهم
إليك و ما أشرفهم لديك؟ فقال الله جل جلاله: لولاهم ما خلقتكما، هؤلاء خزنة عليم و
أمنائي على سرى، أباكما ان تنتظرا إليهم بعين الحسد و تمنيا منزلتهم عندي و محلهم
من كرامتي، فتدخلان بذلك في نهيي و عصياني فتكونا من الظالمين قالا: ربنا و من
الظالمون؟
قال: المدعون لمنزلتهم
بغير حق، قالا: ربنا فأرنا منزلة ظالميهم في نارك حتى