42- في كتاب كمال الدين و تمام النعمة متصل بقوله: «أَنْ
تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ» آخر ما نقلنا عنه سابقا وَ جاءَ رَجُلٌ مِنْ
أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ
لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً
يَتَرَقَّبُ من مصر بغير ظهر و لا دابة و لا خادم تحفظه أرض و ترفعه اخرى
حتى انتهى الى أرض مدين، فانتهى الى أصل شجرة فنزل فاذا تحتها بئر و إذا عندها امة
من الناس يسقون، و إذا جاريتان ضعيفتان، و إذا معهما غنيمة لهما قالَ ما
خَطْبُكُما قالَتا أَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ و نحن جاريتان ضعيفتان، لا نقدر ان نزاحم
الرجال فاذا سقى الناس سقيا، فرحمهما عليه السلام فأخذ دلوهما فقال لهما: قد ما
غنمكما فسقى لهما ثم رجعنا بكرة قبل الناس، ثم تولى موسى الى الشجرة فجلس تحتها و
قال: «رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ»، فروى انه قال
ذلك و هو محتاج الى شق تمرة، فلما رجعنا الى أبيهما قال: ما أعجلكما في هذه
الساعة؟ قالتا: وجدنا رجلا صالحا رحمنا فسقى لنا، فقال لإحداهما: اذهبي فادعيه لي فَجاءَتْهُ
إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ
أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا.
43- في تفسير على بن
إبراهيم متصل بقوله من هزاله آخر ما نقلنا عنه سابقا، فلما رجعت ابنتا شعيب الى
شعيب قال لهما: أسرعتما الرجوع فأخبرتاه بقصة موسى عليه السلام و لم تعرفاه، فقال
شعيب لواحدة منهن: اذهبي اليه فادعيه لنجزيه أجر ما سقى لنا، فجاءت اليه كما حكى
الله تعالى: «تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ
لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا» فقام موسى معهما و مشت امامه فسفقتها
الرياح[1] فبان عجزها
فقال لها موسى: تأخرى و دلينى على الطريق بحصاة تلقينها امامى أتبعها، فانا من قوم
لا ينظرون في ادبار النساء، فلما دخل على شعيب قص عليه قصته فقال له شعيب عليه
السلام: «لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ».
44- في كتاب كمال
الدين و تمام النعمة متصل بقوله: «أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا» فروى ان موسى عليه
السلام قال لها: وجهيني الى الطريق و امشى خلفي فانا بنى يعقوب.