الكفار و أبقيت من قد ارتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما
كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك، و اعتصموا بحبل نبوتك.
فانى استخلفهم في الأرض و أمكن لهم دينهم و أبدل خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي
بذهاب الشرك من قلوبهم، و كيف يكون الاستخلاف و التمكين و بدل الأمر منى لهم مع ما
كنت اعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا و خبث طينتهم و سوء سرائرهم التي كانت نتائج
النفاق و شبوح الضلالة[1] فلو انهم
تنسموا من الملك الذي أرى المؤمنين[2] وقت
الاستخلاف إذا أهلكت أعدائهم [لنشقوا][3]
روائح صفائه و لاستحكمت سرائر نفاقهم و ثارت خبال ملالة قلوبهم[4] و لكاشفوا إخوانهم
بالعداوة، و حاربوهم على طلب الرياسة، و التفرد بالأمر و النهى، و كيف يكون
التمكين في الدين و انتشار الأمر في المؤمنين مع اثارة الفتن و إيقاع الحروب، كلا «وَ اصْنَعِ
الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا» قال الصادق عليه السلام: و كذلك القائم فانه
تمتد أيام غيبته فيصرح الحق عن محضه و يصفو الايمان من الكدر بارتداد كل من كانت
طينته خبيثة من الشيعة الذين يختص عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف و التمكين، و
الأمر المنتشر في عهد القائم، قال الفضل: فقلت: يا ابن رسول الله فان هذه النواصب
تزعم ان هذه الاية نزلت في ابى بكر
[1] شبوح جمع شبح- بالتحريك-: الشخص. و في بعض
النسخ« شيوخ الضلالة» قال المجلسي( ره) أو بالسين المهملة و النون بمعنى الظهور،
أو بالخاء المعجمة جمع سنخ بالكسر بمعنى الأصل أو بمعنى الرسوخ و على التقادير لا
يخلو من تكلف
[2] كذا في النسخ و في البحار« فلو انهم تنسموا
منى الملك الذي اوتى ... اه».
و تنسم النسيم: تشممه، و احتمل
بعض المحشين ان يكون مصحف تسنم اى ركب الملاك و علاه.
[4] الخبال: الجنون و الفساد، قال في البحار: و
الحاصل ان هذه الفتن لتخليص المؤمنين عن المنافقين و ظهور ما كتموه من الشرك و
الفساد لكي لا يفسدوا في الأرض بعد ظهور دولة الحق باختلاطهم بالمؤمنين.