و قال الله عز و جل: «وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ
لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ
لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا
إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ» فقد فرضت عليهم المسئلة و لم يفرض عليكم
الجواب؟ قال: قال الله تبارك و تعالى: «فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ
أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ»[1].
97- محمد بن
الحسين و غيره عن سهل عن محمد بن عيسى و محمد بن يحيى و محمد ابن الحسين جميعا عن
محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر و عبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد ابن أبى
الديلم عن أبى عبد الله عليه السلام و نقل حديثا طويلا و فيه يقول عليه السلام و قال الله
جل ذكره:
«فَسْئَلُوا أَهْلَ
الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ» قال الكتاب الذكر و أهله آل محمد عليهم
السلام أمر الله عز و جل بسؤالهم، و لم يؤمروا بسؤال الجهال، و سمى الله عز و جل
القرآن ذكرا فقال تبارك و تعالى: و أنزلنا عليك الذِّكْرَ
لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ.
98- في عيون
الاخبار في باب مجلس ذكر الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة و
الامة حديث طويل و فيه قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في
الكتاب؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر
موطنا و موضعا، فأول ذلك قوله عز و جل الى أن قال: و اما التاسعة فنحن أهل الذكر
الذين قال الله تعالى، «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ» فنحن أهل
الذكر فاسئلونا ان كنتم لا تعلمون، فقالت العلماء: انما عنى بذلك اليهود و
النصارى، فقال أبو الحسن: سبحان الله و هل يجوز ذلك إذا يدعونا الى دينهم و يقولون
انه أفضل من دين الإسلام؟ فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا
أبا الحسن؟ فقال: نعم الذكر رسول الله صلى الله عليه و آله و نحن أهله، و ذلك بين
في كتاب الله عز و جل حيث يقول في سورة الطلاق: «فَاتَّقُوا اللَّهَ
يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ
ذِكْراً رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ» فالذكر رسول
الله صلى الله عليه و آله و
[1] قال في الوافي: و لم يفرض عليكم الجواب
استفهام استبعاد، كأنه استفهم السر فيه فأجابه الامام بالاية، و لعل المراد انه لو
كنا نجيبكم عن كل ما سئلتم فربما يكون في بعض ذلك مالا تستجيبونا فيه فتكونون من
أهل هذه الآية.