responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 3  صفحه : 284

يعيبها عند الملك إذا شاهدها فلا يغصب المساكين عليها، و أراد الله عز و جل صلاحهم بما أمره به من ذلك، ثم قال: و أَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ‌ و طبع كافرا و علم الله تعالى ذكره انه ان بقي كفر أبواه و افتتنا به، و ضلا بإضلاله إياهما، فأمرني الله تعالى ذكره بقتله، و أراد بذلك نقلهم الى محل كرامته في العاقبة، فاشترك بالانانية بقوله: «فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَ كُفْراً فأراد أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَ أَقْرَبَ رُحْماً» و انما اشترك في الانانية لأنه خشي و الله لا يخشى، لأنه لا يفوته شي‌ء و لا يمتنع عليه أحد أراده. و انما خشي الخضر من ان يحال بينه و بين ما أمر فيه فلا يدرك ثواب الإمضاء فيه و وقع في نفسه ان الله تعالى ذكره جعله سببا لرحمة أبوى الغلام، فعمل فيه وسط الأمرين من البشرية مثل ما كان عمل في موسى عليه السلام لأنه صار في الوقت مخبرا، و كليم الله موسى عليه السلام مخبرا[1] و لم يكن ذلك باستحقاق للخضر للرتبة على موسى عليهما السلام و هو أفضل من الخضر، بل كان لاستحقاق موسى للتبيين.

ثم قال: و أَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما و لم يكن ذلك الكنز بذهب و لا فضة، و لكن كان لوحا من ذهب فيه مكتوب: عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن؟، عجبت لمن أيقن ان البعث حق كيف يظلم؟ عجبت لمن يرى الدنيا و تصرف أهلها حالا بعد حال كيف يطمئن إليها؟ و كانَ أَبُوهُما صالِحاً كان بينهما و بين هذا الأب الصالح سبعون أبا فحفظهما الله بصلاحه، ثم قال: فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَ يَسْتَخْرِجا كَنزَهُما فتبرء من الأنانية في آخر القصص، و نسب الارادة كلها الى الله تعالى ذكره في ذلك، لأنه لم يكن بقي شي‌ء مما فعله فيخبر به بعد، و يصير موسى عليه السلام به مخبرا و مصغيا الى كلامه تابعا له، فتجرد من الأنانية، و الارادة تجرد العبد المخلص ثم صار متنصلا[2] مما


[1] بكسر الاول و فتح الثاني.

[2] من تنصل الى فلان من الجناية إذا اعتذر و تبرء عنده منها.

نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 3  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست