المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من أمتي فيشفعني الله
فيهم، و الله لا تشفعت فيمن أذى ذريتي.
399- و فيها أيضا قال الله
تعالى: «عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً» قال رسول
الله صلى الله عليه و آله: المقام الذي اشفع فيه لامتى.
400- في تفسير
العياشي عن خثيمة الجعفي قال: كنت عند جعفر بن محمد عليهما السلام أنا و مفضل بن
عمر ليلة ليس عنده أحد غيرنا، فقال له مفضل الجعفي: جعلت فداك حدثنا
حديثا نسر به، قال: نعم إذا كان يوم القيمة حشر الله الخلايق في صعيد واحد حفاة
عراة غرلا[1] قال:
فقلت: جعلت فداك ما الغرل؟ قال: كما خلقوا أول مرة، فيقفون حتى يلجمهم العرق[2] فيقولون:
ليت الله يحكم بيننا و لو إلى النار، يرون أن في النار راحة مما هم فيه، ثم يأتون
آدم فيقولون: أنت أبونا و أنت نبي فسل ربك يحكم بيننا و لو الى النار، فيقول: لست
بصاحبكم خلقني ربي بيده، و حملني على عرشه، و أسجد لي ملائكته، ثم أمرنى فعصيته، و
لكني أدلكم على إبني الصديق الذي مكث في قومه ألف سنة الا خمسين عاما يدعوهم كلما
كذبوا اشتد تصديقه: نوح. قال: فيأتون نوحا فيقولون: سل ربك يحكم بيننا و لوالى
النار، قال: فيقول: لست بصاحبكم انى قلت: «إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي» و لكني أدلكم
الى من اتخذه الله خليلا في دار الدنيا ايتوا إبراهيم، قال: فيأتون إبراهيم فيقول:
لست بصاحبكم انى قلت: «إِنِّي
سَقِيمٌ» و لكني أدلكم على من كلم الله تكليما: موسى، قال: فيأتون موسى، فيقولون
له، فيقول: لست بصاحبكم «انى قتلت نفسا» و لكني أدلكم على من كان يخلق بإذن الله و
يبرئ الأكمه و الأبرص بإذن الله: عيسى، فيأتونه فيقول: لست بصاحبكم و لكني أدلكم
على من بشرتكم به في دار الدنيا: أحمد.