responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 2  صفحه : 65

الاية كيف يجوز أن يكون كليم الله موسى بن عمران عليه السلام لا يعلم ان الله تعالى ذكره لا تجوز عليه الرؤية حتى يسأله هذا السؤال؟ قال الرضا عليه السلام: ان كليم الله موسى بن عمران عليه السلام علم ان الله تعالى منزه عن أن يرى بالأبصار، و لكنه لما كلمه الله عز و جل و قربه نجيا رجع الى قومه فأخبرهم ان الله تعالى كلمه و قربه و ناجاه فقالوا:

لن نؤمن لك حتى نسمع كلامه كما سمعته، و كان القوم سبع مأة ألف رجل فاختار منهم سبعين ألفا ثم اختار سبعة آلاف، ثم اختار منهم سبعمائة، ثم اختار منهم سبعين رجلا لميقات ربه فخرج بهم الى طور سيناء فأقامهم في سفح الجبل‌[1] و صعد موسى عليه السلام الى الطور و سأل الله عز و جل أن يكلمه و يسمعهم كلامه، فكلمه الله تعالى ذكره و سمعوا كلامه من فوق و أسفل و يمين و شمال و وراء و امام، لان الله تعالى أحدثه في الشجرة ثم جعله منبعثا منها حتى يسمعوه من جميع الوجوه، فقالوا: لن نؤمن بان هذا الذي سمعناه كلام الله حتى نرى الله جهرة، فلما قالوا هذا القول العظيم و استكبروا و عتوا بعث الله عليهم صاعقة و أخذتهم الصاعقة بظلمهم فماتوا، فقال موسى: يا رب ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم و قالوا انك ذهبت بهم فقتلتهم لأنك لم تكن صادقا فيما ادعيت في مناجاة الله عز و جل إياك؟ فأحياهم و بعثهم معه، فقالوا: انك لو سألت الله أن يريك ننظر اليه لأجابك و كنت تخبرنا كيف هو و نعرفه حق معرفته؟ فقال موسى عليه السلام: يا قوم ان الله تعالى لا يرى بالأبصار و لا كيفية له، و انما يعرف بآياته و يعلم بأعلامه، فقالوا: لن نؤمن لك حتى تسأله، فقال موسى عليه السلام: يا رب انك قد سمعت مقالة بنى إسرائيل و أنت اعلم بصلاحهم: فأوحى الله تعالى اليه: يا موسى سلني ما سئلوك فلن أؤاخذك بجهلهم، فعند ذلك قال موسى عليه السلام: «رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي وَ لكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ‌ و هو يهوى‌ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ» بآية من آياته‌ «جَعَلَهُ دَكًّا وَ خَرَّ مُوسى‌ صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ» يقول: رجعت الى معرفتي بك عن جهل قومي‌ «وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ» منهم بأنك لا ترى فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن.


[1] اى أسفله.

نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 2  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست