responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 2  صفحه : 412

أوان إفطاره، و هتف بكم: أطعموا السائل الغريب المجتاز القانع فلم تطعموه شيئا فاسترجع و استعبر و شكى ما به الى، و بات طاويا حامدا لي صابرا و أصبح صائما، و أنت يا يعقوب و ولدك شباعا، و أصبحت و عندكم فضلة من طعامكم؟ أ و ما علمت يا يعقوب ان العقوبة و البلوى الى أوليائى أسرع منها الى أعدائى؟ و ذلك حسن النظر منى لأوليائي و استدراج منى لاعدائى؟ اما و عزتي لأنزل بك بلوائى و لأجعلنك و ولدك غرضا لمصائبى و لأؤدبنك بعقوبتي فاستعدوا لبلواي و ارضوا بقضائي و اصبروا للمصائب.

فقلت لعلى بن الحسين عليهما السلام: جعلت فداك متى راى يوسف الرؤيا؟ فقال في تلك الليلة التي بات فيها يعقوب و آل يعقوب شباعا، و بات فيها ذميال طاويا جائعا، فلما راى يوسف الرؤيا و أصبح فقصها على أبيه يعقوب فاغتم يعقوب لما سمع من يوسف الرؤيا مع ما اوحى الله عز و جل اليه ان استعد للبلاء، فقال يعقوب ليوسف: لا تقصص رؤياك هذه على إخوتك فانى أخاف ان يكيدوا لك كيدا، فلم يكتم يوسف رؤياه و قصها على اخوته، قال على بن الحسين عليهما السلام: و كانت أول بلوى نزلت بيعقوب و آل يعقوب الحسد ليوسف لما سمعوا منه الرؤيا، قال: فاشتدت رقة يعقوب على يوسف و خاف ان يكون ما اوحى الله عز و جل اليه من الاستعداد للبلاء هو في يوسف خاصة فاشتدت رقته عليه من بين ولده، فلما راى اخوة يوسف ما يصنع يعقوب بيوسف من تكرمته إياه و إيثاره إياه عليهم، اشتد ذلك عليهم و بدا البلاء فيهم، فتؤامروا[1] فيما بينهم و قالوا: ان يوسف و أخاه‌ أَحَبُّ إِلى‌ أَبِينا مِنَّا وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَ تَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ‌ اى تتوبون فعند ذلك‌ قالُوا: يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى‌ يُوسُفَ وَ إِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ‌ الآية فقال يعقوب: إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَ أَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ‌ فانتزعه حذرا عليه منه ان يكون البلوى من الله على يعقوب في يوسف خاصة لموقعه من قلبه و حبه له.


[1] اى تشاوروا.

نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 2  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست