responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 2  صفحه : 322

صاحب غنم يرعاها و يتقوت منها، و كان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه و يأكل من كسبه، و كان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا لعلم روبيل و حكمته و قديم صحبته، فلما راى يونس ان قومه لا يجيبونه و لا يؤمنون ضجر و عرف من نفسه قلة الصبر فشكا ذلك الى ربه، و كان فيما شكى ان قال: يا رب انك بعثتني الى قومي و لي ثلثون سنة، فلبثت فيهم ادعوهم الى الايمان بك و التصديق برسالتي و أخوفهم عذابك و نقمتك ثلثا و ثلثين سنة فكذبوني و لم يؤمنوا بى و جحدوا بنوتى و استخفوا برسالتي و قد تواعدوني و خفت ان يقتلوني فأنزل عليهم عذابك فإنهم قوم لا يؤمنون.

قال: فأوحى الله الى يونس ان فيهم الحمل و الجنين و الطفل و الشيخ الكبير و المرأة الضعيفة و المستضعف المهين، و انا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبى لا اعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، و هم يا يونس عبادي و خلقي و بريتي في بلادي و في عيلتي أحب ان اتأناهم‌[1] و ارفق بهم و انتظر توبتهم، و انما بعثتك الى قومك لتكون حيطا عليهم تعطف عليهم سخاء الرحمة الماسة منهم و تأناهم برأفة النبوة فاصبر معهم بأحلام الرسالة و تكون لهم كهيئة الطبيب المداوى العالم بمداواة الدواء فخرجت بهم و لم تستعمل قلوبهم بالرفق و لم تسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتنى مع سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك، و عبد ى نوح كان أصبر منك على قومه، و أحسن صحبة و أشد تأنيا في الصبر عندي و أبلغ في العذر، فغضبت له حين غضب لي و أجبته حين دعاني.

فقال يونس: يا رب انما غضبت عليهم فيك، و انما دعوت عليهم حين غضبوك، فو عزتك لا انعطف عليهم برأفة أبدا و لا انظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم و تكذيبهم إياي و جحد نبوتي، فأنزل عليهم عذابك فإنهم لا يؤمنون أبدا، فقال الله: يا يونس انهم مأة الف أو يزيدون من خلقي يعمرون بلادي و يلدون عبادي، و محبتي ان أتاناهم للذي سبق من علمي فيهم و فيك، و تقديري و تدبيري غير علمك و تقديرك، و أنت المرسل و انا الرب الحكيم، و علمي فيهم يا يونس باطن في الغيب عندي لا يعلم ما منتهاه، و علمك‌


[1] من التأنى اى الرفق و المداراة.

نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 2  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست