153- في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن
مسلم عن مسعدة بن صدقة عن ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: أما علمتم ان
الله عز و جل قد فرض على المؤمنين في أول الأمر ان يقاتل الرجل منهم عشرة من
المشركين، ليس له ان يولى وجهه عنهم، و من ولاهم يومئذ دبره فقد تبوء مقعده من
النار، ثم حولهم رحمة منه لهم، فصار الرجل منهم عليه ان يقاتل رجلين من المشركين
تخفيفا من الله عز و جل للمؤمنين ففسح الرجلان العشرة.
154- في مجمع
البيان و عن ابن عباس قال: لما امسى رسول الله صلى الله عليه و آله يوم
بدر و الناس محبوسون بالوثاق بات ساهرا أول الليل، فقال له أصحابه:
ما لك لا تنام؟ قال:
سمعت أنين عمى عباس في وثاقه فأطلقوه فسكت فنام رسول الله صلى الله عليه و آله.
155- و روى عبيدة
السلماني[1] عن رسول
الله صلى الله عليه و آله انه قال لأصحابه يوم بدر في الأسارى: ان شئتم
قتلتموهم و ان شئتم فاديتموهم و استشهد منكم بعدتهم، و كانت الأسارى سبعين،
فقالوا: بل نأخذ الفداء و نتمتع به و نتقوى به على عدونا و يستشهد منا بعدتهم، قال
عبيدة: طلبوا الخيرتين كلتيهما، فقتل منهم يوم أحد سبعون.
156- و قال أبو
جعفر عليه السلام: كان الفداء يوم بدر عن كل رجل من المشركين بأربعين أوقية و
الاوقية أربعون مثقالا الا العباس، فان فدائه مائة أوقية، و كان أخذ منه حين أسر
عشرون أوقية ذهبا، فقال النبي صلى الله عليه و آله: ذلك غنيمة ففاد نفسك و إبني
أخيك نوفلا و عقيلا فقال: ليس معى شيء، فقال أين الذهب الذي سلمته الى أم الفضل و
قلت لها: ان حدث بى حدث فهو لك و للفضل و عبد الله و قثم؟ فقال: من أخبرك بهذا؟
قال: الله تعالى، فقال: اشهد انك رسول الله، ما اطلع على هذا أحدا الا الله تعالى
قال مؤلف هذا الكتاب
«عفي عنه» قوله عز و جل: ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى
[1] و في جملة من النسخ« أبو عبيدة» و لكن الصحيح
ما اخترناه قال ابن حجر في تهذيب التهذيب عبيدة بن عمرو السلماني المرادي و ذكر
وفاته سنت 73 و قيل 74.« انتهى» و عن لب اللباب ان السلماني نسبة الى سلمان مدينة
بآذربيجان.