responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 2  صفحه : 101

الإقرار بالميثاق و العهد الذي أخذ الله عز و جل عليهم، ثم جعله الله مع آدم في الجنة يذكره الميثاق و يجدد عنده الإقرار في كل سنة، فلما عصى آدم و اخرج من الجنة أنساه الله العهد و الميثاق الذي أخذ الله عليه و على ولده لمحمد صلى الله عليه و آله و لوصيه عليه السلام و جعله تائها[1] حيرانا، فلما تاب الله على آدم حول ذلك الملك في صورة بيضاء، فرماه من الجنة الى آدم و هو بأرض الهند، فلما نظر اليه انس اليه و هو لا يعرفه بأكثر من انه جوهرة و أنطقه الله عز و جل، فقال له: يا آدم أ تعرفنى؟ قال: لا قال: أجل استحوذ عليك الشيطان فأنساك ذكر ربك، ثم تحول الى صورته التي كان مع آدم عليه السلام في الجنة، فقال لآدم: اين العهد و الميثاق، فوثب اليه آدم عليه السلام و ذكر الميثاق و بكى و خضع و قبله و جدد الإقرار بالعهد و الميثاق ثم حوله الله عز و جل الى جوهرة الحجر درة بيضاء صافية تضي‌ء، فحمله آدم على عاتقه إجلالا له و تعظيما، فكان إذا أعيا حمله عنه جبرئيل عليه السلام حتى وافي به مكة، فما زال يأنس به بمكة و يجدد الإقرار له كل يوم و ليلة، ثم ان الله عز و جل لما بنى الكعبة وضع الحجر في ذلك المكان لأنه تبارك و تعالى حين أخذ الميثاق من ولد آدم أخذه في ذلك المكان، و في ذلك المكان ألقم الله الملك الميثاق، و لذلك وضع في ذلك الركن و تنحى آدم من مكان البيت الى الصفا و حوا الى المروة، و وضع الحجر في ذلك الركن، فلما نظر آدم من الصفا و قد وضع الحجر في الركن كبر الله و هلله و مجده، فلذلك جرت السنة بالتكبير و استقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا، فان الله أودعه الميثاق و العهد دون غيره من الملائكة، لان الله عز و جل لما أخذ الميثاق له بالربوبية و لمحمد صلى الله عليه و آله بالنبوة و لعلى عليه السلام بالوصية اصطكت فرائص الملائكة[2] فأول من أسرع الى الإقرار ذلك الملك و لم يكن فيهم أشد حبا لمحمد و آل محمد صلى الله عليه و عليهم منه، فلذلك اختاره الله من بينهم و ألقمه الميثاق، و هو يجي‌ء يوم القيمة و له لسان ناطق و عين ناظرة، يشهد لكل من‌


[1] التائه: المتحير.

[2] اصطكت اى ارتعدت و الفريصة: اللحمة بين الجنب و الكتف و قد مر أيضا.

نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 2  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست