responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 1  صفحه : 662

ابن الوليد الى النجاشي ليردهم إليهم، و كان عمرو و عمارة متعاديين، فقالت قريش:

كيف نبعث رجلين متعاديين؟ فبرئت بنو مخزوم من جناية عمارة، و برئت بنوسهم من جناية عمرو بن العاص، فخرج عمارة و كان حسن الوجه شابا مترفا، فأخرج عمرو بن العاص أهله معه، فلما ركبوا السفينة شربوا الخمر فقال عمارة لعمرو بن العاص قل لا هلك تقبلني، فقال عمرو: أ يجوز هذا سبحان الله؟ فسكت عمارة فلما انتشا عمرو و كان على صدر السفينة فدفعه عمارة و ألقاه في البحر فتشبث عمرو بصدر السفينة و أدركوه و أخرجوه فوردوا على النجاشي و قد كانوا حملوا اليه هدايا فتقبلها منهم فقال عمرو بن العاص: ايها الملك ان قوما منا خالفونا في ديننا و سبوا آلهتنا و صاروا إليك فردهم إلينا، فبعث النجاشي الى جعفر فجاءه فقال: يا جعفر ما يقول. هؤلاء؟ فقال جعفر:

ايها الملك و ما يقولون؟ قال يسئلون ان أردكم إليهم، قال: ايها الملك سلهم أ عبيد نحن لهم؟

فقال عمرو: لا بل أحرار كرام، ثم قال: فسلهم ألهم علينا ديون يطالبونا بها؟ قال:

لا ما لنا عليكم ديون، قال: فلكم في أعناقنا دماء تطالبونا بذحول‌[1] فقال عمرو لا، قال. فما تريدون منا؟ آذيتمونا فخرجنا من بلادكم، فقال عمرو بن العاص ايها الملك خالفونا في ديننا و سبوا آلهتنا و أفسدوا شبابنا و فرقوا جماعتنا فردهم إلينا ليجمع أمرنا فقال جعفر، نعم ايها الملك خالفناهم بعث الله فينا نبيا أمرنا بخلع الأنداد و ترك الاستقسام بالأزلام و أمرنا بالصلوة و الزكاة. و حرم الظلم و الجور و سفك الدماء بغير حقها. و الزنا و الربا و الميتة و الدم و لحم الخنزير و أمرنا بالعدل و الإحسان، و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي، فقال النجاشي، بهذا بعث الله عيسى بن مريم عليهما السلام ثم قال النجاشي. يا جعفر هل تحفظ مما أنزل الله على نبيك شيئا؟ قال. نعم فقرأ عليه سورة مريم فلما بلغ الى قوله، «وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا فَكُلِي وَ اشْرَبِي وَ قَرِّي عَيْناً» فلما سمع النجاشي بهذا بكى بكاء شديدا و قال، هذا و الله هو الحق فقال عمرو بن العاص، ايها الملك ان هذا مخالف لنا فرده إلينا، فرفع النجاشي يده فضرب بها وجه عمرو ثم قال اسكت و الله لئن ذكرته بسوء لأفقدنك نفسك. فقام عمرو


[1] الذحل: الثار.

نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 1  صفحه : 662
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست