و انهم ممن قال الله: «الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ
جَهْدَ أَيْمانِهِمْ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ
أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ».
246- عن سليمان بن هارون
قال: قال الله: لو ان أهل السماء و الأرض اجتمعوا على ان يحولوا هذا الأمر من
موضعه الذي وضعه الله فيه ما استطاعوا، و لو ان الناس كفروا جميعا حتى لا يبقى أحد
لجاء الله لهذا الأمر بأهل يكونون هم من أهله، ثم قال اما تسمع الله يقول: يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ
بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ
عَلَى الْكافِرِينَ قال الموالي[1].
247- في تفسير على
بن إبراهيم قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ
مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ
يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ
يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قال: هو مخاطبة لأصحاب رسول الله صلى الله
عليه و آله و سلم الذين غصبوا آل محمد حقهم و ارتدوا عن دين الله فَسَوْفَ
يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ نزلت في القائم و
أصحابه الذين يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ
لائِمٍ.
248- في مجمع
البيان و روى عن على عليه السلام انه قال يوم البصرة، و الله ما قوتل أهل هذه
الاية حتى اليوم و تلا هذه الاية، و روى ابو السحق الثعلبي في تفسيره بالإسناد عن
الزهري عن سعيد ابن المسيب عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
قال: يرد على يوم القيامة رهط من أصحابى فيجعلون عن الحوض[2] فأقول: يا رب أصحابى
[أصحابي]، فيقال: انك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انهم ارتدوا على أدبارهم
القهقرى
249- و اختلف فيمن
وصف بهذه الأوصاف منهم قال عياض بن غنم الأشعري: لما نزلت هذه الاية
أومى رسول الله صلى الله عليه و آله الى أبى موسى الأشعري فقال: هم قوم هذا
250- و روى ان النبي صلى
الله عليه و آله سئل عن هذه الاية فضرب بيده على عاتق سلمان
[1] كذا في النسخ لكن في المصدر في حديث بعده:«
المولى» مفردا، و الظاهر وقوع السقط من النساخ فراجع تفسير العياشي ج 1: 326.