عليه السلام، و هو رجل من ولد لاوى بن يعقوب عليه السلام اسمه
داود بن اسى و كان اسى راعيا و كان له عشر بنين أصغرهم داود، فلما بعث طالوت الى
بنى إسرائيل و جمعهم لحرب جالوت بعث الى اسى ان احضر و أحضر ولدك، فلما حضروا دعا
واحدا واحدا من ولده فألبسه الدرع درع موسى (ع)، منهم من طالت عليه و منهم من قصرت
عنه، فقال لأسى: هل خلفت من ولدك أحدا؟ قال: نعم أصغرهم تركته في الغنم يرعاها،
فبعث اليه فجاء به فلما دعا اقبل و معه مقلاع[1]
قال: فناداه ثلث صخرات في طريقه، فقالت: يا داود خذنا فأخذناها في مخلاته[2] و كان
شديدا البطش قويا في بدنه شجاعا، فلما جاء الى طالوت ألبسه درع موسى فاستوت عليه، «فَلَمَّا
فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ» لهم نبيهم يا بنى إسرائيل «إِنَّ
اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ في هذه المفازة فمن شرب منه فليس من حزب الله
و من لم يشرب منه فانه من حزب الله «إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ» فلما وردوا
النهر أطلق الله لهم ان يغرف كل واحد منهم غرفة بيده فشربوا منه الا قليلا منهم
فالذين شربوا منه كانوا ستين ألفا و هذا امتحان امتحنوا به كما قال الله.
982- و روى عن أبي
عبد الله عليه السلام انه قال: القليل الذين لم يشربوا و لم يغترفوا ثلثمائة
و ثلثة عشر رجلا، فلما جاوزوا النهر نظروا الى جنود جالوت قال الذين شربوا منه: «لا طاقَةَ
لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ» و قال الذين لم يشربوا، «رَبَّنا
أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ
الْكافِرِينَ» فجاء داود حتى وقف بحذاء جالوت، و كان جالوت على الفيل و على
رأسه التاج، و في وجهه ياقوتة يلمح نورها، و جنوده بين يديه فأخذ داود من تلك
الأحجار حجرا فرمى به في ميمنة جالوت، فمر في الهوى و وقع عليهم، فانهزموا و أخذ
حجرا آخر فرمى به في ميسرة جالوت فوقع عليهم فانهزموا، و رمى جالوت بحجر فصكت
الياقوتة[3] في جبهته
و وصلت الى دماغه، و وقع الى الأرض ميتا و هو قوله: «فَهَزَمُوهُمْ
بِإِذْنِ اللَّهِ وَ قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ».