responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 80
على دين واحد، لميلهم إلى الدنيا، وحرصهم عليها، عن ابن عباس والحسن وقتادة والسدي. وقيل: معناه ولولا أن يجتمع الناس على اختيار الدنيا على الدين، عن ابن زيد. (لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة) قوله (لبيوتهم) بدل من قوله (لمن يكفر) والمعنى: لجعلنا لبيوت من يكفر بالرحمن سقفا من فضة.
فالسقف إذا كان من فضة، فالحيطان من فضة. وقيل: إن اللام الثانية بمعنى على فكأنه قال: لجعلنا لمن يكفر بالرحمن على بيوتهم سقفا من فضة. وقال مجاهد: ما يكون من السماء فهو سقف بالفتح، وما يكون من البيت فهو سقف بضمتين، ومنه قوله: (وجعلنا السماء سقفا محفوظا).
(ومعارج عليها يظهرون) أي وجعلنا درجا وسلاليم من فضة لتلك السقف، عليها يعلون ويصعدون. (ولبيوتهم أبوابا وسررا) أي وجعلنا لبيوتهم أبوابا وسررا من فضة (عليها) أي على تلك السرر (يتكئون وزخرفا) أي ذهبا، عن ابن عباس، والضحاك، وقتادة. وهو منصوب بفعل مضمر أي وجعلنا لهم مع ذلك ذهبا. وقيل:
الزخرف النقوش عن الحسن. وقيل: هو الفرش، ومتاع البيت، عن ابن زيد.
والمعنى: لأعطي الكافر في الدنيا غاية ما يتمناه فيها، لقلتها وحقارتها عنده، ولكنه سبحانه لم يفعل ذلك لما فيه من المفسدة.
ثم أخبر سبحانه أن جميع ذلك إنما يتمتع به في الدنيا، فقال: (وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا) وقد مر بيانه. (والآخرة) أي الجنة الباقية (عند ربك للمتقين) خاصة لهم. قال الحسن: والله لقد مالت الدنيا بأكثر أهلها، وما فعل سبحانه ذلك، فكيف لو فعله؟ وفي هذه الآية [1] دلالة على اللطف، وأنه تعالى لا يفعل المفسدة، وما يدعو إلى الكفر. وإذا لم يفعل ما يؤدي إلى الكفر، فلأن لا يفعل الكفر ولا يريده أولى. * (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين [36] * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون [37] * حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين [38] * ولن ينفعكم اليوم إذ


[1] وفي المخطوطة: هذه الآيات.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست