responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 79
القريتين الوليد بن المغيرة من مكة، وأبا مسعود عروة بن مسعود الثقفي من الطائف، عن قتادة. وقيل: عتبة بن أبي ربيعة من مكة، وابن عبد يا ليل من الطائف، عن مجاهد. وقيل: الوليد بن المغيرة من مكة، وحبيب بن عمر الثقفي من الطائف، عن ابن عباس. وإنما قالوا ذلك لأن الرجلين كانا عظيمي قومهما، وذوي الأموال الجسيمة فيهما، فدخلت الشبهة عليهم حتى اعتقدوا أن من كان كذلك كان أولى بالنبوة.
فقال سبحانه ردا عليهم: (أهم يقسمون رحمة ربك) يعني النبوة بين الخلق.
بين سبحانه أنه هو الذي يقسم النبوة لا غيره، والمعنى: أبأيديهم مفاتيح الرسالة فيضعونها حيث شاؤوا، عن مقاتل. ثم قال سبحانه: (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) أي نحن قسمنا الرزق في المعيشة على حسب ما علمناه من مصالح عبادنا، فليس لأحد أن يتحكم في شئ من ذلك، فكما فضلنا بعضهم على بعض في الرزق، فكذلك اصطفينا للرسالة من نشاء.
وقوله: (ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات) معناه أفقرنا البعض، وأغنينا البعض، فتلقى ضعيف الحيلة عيي اللسان وهو مبسوط له، وتلقى شديد الحيلة بسيط اللسان وهو مقتر عليه، ولم نفوض ذلك إليهم مع قلة خطره، بل جعلناه على ما توجبه الحكمة والمصلحة، فكيف نفوض اختيار النبوة إليهم مع عظم محلها، وشرف قدرها.
وقوله: (ليتخذ بعضهم بعضا سخريا) معناه: إن الوجه في اختلاف الرزق بين العباد في الضيق والسعة زيادة على ما فيه من المصلحة، أن في ذلك تسخيرا من بعض العباد لبعض باحواجهم إليهم يستخدم بعضهم بعضا، فينتفع أحدهم بعمل الآخر له، فينتظم بذلك قوام أمر العالم. وقيل: معناه ليملك بعضهم بعضا بمالهم، فيتخذونهم عبيدا ومماليك، عن قتادة، والضحاك. (ورحمة ربك خير مما يجمعون) أي ورحمة الله سبحانه ونعمته من الثواب والجنة، خير مما يجمعه هؤلاء من حطام الدنيا. وقيل: معناه والنبوة لك من ربك خير مما يجمعونه من الأموال، عن ابن عباس.
ثم أخبر سبحانه عن هوان الدنيا عليه، وقلة مقدارها عنده، فقال: (ولولا أن يكون الناص أمة واحدة) أي لولا أن يجتمع الناس على الكفر، فيكونوا كلهم كفارا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست