responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 68
وهو الكتاب الذي كتب الله فيه ما يكون إلى يوم القيامة، لما رأى في ذلك من صلاح ملائكته بالنظر فيه، وعلم فيه من لطف المكلفين بالإخبار عنه (لدينا) أي الذي عندنا، عن ابن عباس (لعلي) أي عال في البلاغة، مظهر ما بالعباد إليه من الحاجة. وقيل: معناه يعلو كل كتاب بما اختص به من كونه معجزا وناسخا للكتب، وبوجوب إدامة العمل به، وبما تضمنه من الفوائد. وقيل: (علي) أي عظيم الشأن رفيع الدرجة، تعظمه الملائكة والمؤمنون (حكيم) أي مظهر للحكمة البالغة.
وقيل: حكيم دلالة على كل حق وصواب، فهو بمنزلة الحكيم الذي لا ينطق إلا بالحق. وصف الله تعالى القرآن بهاتين الصفتين على سبيل التوسع، لأنهما من صفات الحي.
ثم خاطب سبحانه من لم يعتبر بالقرآن، وجحد ما فيه من الحكمة والبيان، فقال: (أفنضرب عنكم الذكر صفحا) والمراد بالذكر هنا القرآن أي: أفنترك عنكم الوحي صفحا، فلا نأمركم، ولا ننهاكم، ولا نرسل إليكم رسولا. (إن كنتم قوما مسرفين) أي لأن كنتم. والمعنى: أفنمسك عن إنزال القرآن ونهملكم، فلا نعرفكم ما يجب عليكم من أجل أنكم أسرفتم في كفركم. وهذا استفهام إنكار، ومعناه: إنا لا نفعل ذلك. وأصل ضربت عنه الذكر، أن الراكب إذا ركب دابة، فأراد أن يصرفه عن جهة، ضربه بعصى أو سوط، ليعدل به إلى جهة أخرى. ثم وضع الضرب موضع الصرف والعدل. وقيل: إن الذكر بمعنى العذاب، ومعناه: أحسبتم أنا لا نعذبكم أبدا، عن السدي. * (وكم أرسلنا من نبي في الأولين [6] * وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزئون [7] * فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين [8] * ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم [9] * الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون [10] *.
المعنى: ثم عزى سبحانه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (وكم أرسلنا من نبي في الأولين) أي في الأمم الماضية (وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزئون) يعني:
إن الأمم الخالية التي ذكرناها، كفرت بالأنبياء، وسخرت منهم، لفرط جهالتهم

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست