responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 60
من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير [47] * فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الانسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الانسان كفور [48] * لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور [49] * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير [50] *.
المعنى: ثم أخبر سبحانه عن الظالمين الذين ذكرهم فقال: (وما كان لهم من أولياء) لا فيما عبدوه من دونه، ولا فيمن أطاعوه في معصيته، أي: نصار (ينصرونهم من دون الله) ويدفعون عنهم عقابه. (ومن يضلل الله فما له من سبيل، يوصله إلى الجنة. ثم قال سبحانه: (استجيبوا لربكم) أي: أجيبوا داعي ربكم، يعني محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيما دعاكم إليه، ورغبكم فيه من المصير إلى طاعته، والانقياد لأمره. (من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله) أي لا رجوع بعده إلى الدنيا.
وقيل: معناه لا يقدر أحد على رده ودفعه، وهو يوم القيامة، عن الجبائي. وقيل:
معناه لا يرد ولا يؤخر عن وقته، وهو يوم الموت، عن أبي مسلم. (ما لكم من ملجأ يومئذ) أي: معقل يعصمكم من العذاب (وما لكم من نكير) أي: إنكار وتغيير للعذاب. وقيل: من نصير منكر ما يحل بكم.
ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم (فإن أعرضوا) يعني الكفار، أي عدلوا عما دعوتهم إليه (فما أرسلناك عليهم حفيظا) أي: مأمورا بحفظهم لئلا يخرجوا عما دعوتهم إليه، كما يحفظ الراعي غنمه لئلا يتفرقوا أي: فلا تحزن لإعراضهم (إن عليك إلا البلاغ) أي: ليس عليك إلا إيصال المعنى إلى أفهامهم، والبيان لما فيه رشدهم. (وإنا إذا أذقنا الانسان منا رحمة) وأوصلنا إليه نعمة (فرح بها) أي بطر لأن الفرح المراد هنا ما قارنه أشر، أو جحود، أو إنكار، لأنه خرج مخرج الذم. وقيل: إن الرحمة هنا العافية. (وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم) أي: قحط، أو فقر، أو مرض، أو غير ذلك مما يسوؤهم (فإن الانسان كفور) يعدد المصيبة، ويجحد النعم.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست