responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 466
لعملناه. فجعل الله سبحانه ذلك العمل بمنزلة التجارة، لأنهم يربحون فيها رضى الله، والفوز بالثواب، والنجاة من العقاب. (ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) أي ما وصفته وذكرته لكم، أنفع لكم، وخير عاقبة، لو علمتم ذلك، واعترفتم بصحته.
وقيل: إن معناه أن التجارة التي دللتكم عليها، خير لكم من التجارة التي أنتم مشتغلون بها، لأنها تؤدي إلى ربح لا يزول، ولا يبيد، وهذه تؤدي إلى ربح يزول ويبيد، إن كنتم تعلمون مضار الأشياء ومنافعها، يغفر لكم ذنوبكم، فإنكم إن علمتم بذلك (يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة) أي مواضع تسكنونها مستلذة مستطابة (في جنات عدن) أي إقامة لا تبغون عنها حولا.
(ذلك الفوز العظيم) لا ما يعده الناس فوزا من طول البقاء، وولاية الدنيا.
وسال الحسن عمران بن الحصين، وأبا هريرة، عن تفسير قوله (ومساكن طيبة في جنات عدن) فقالا: على الخبير سقطت، سألنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك، فقال:
قصر من لؤلؤ في الجنة، في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء، في كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء، في كل بيت سبعون سريرا، على كل سرير سبعون فراشا من كل لون، على كل فراش امرأة من الحور العين، في كل بيت سبعون مائدة، على كل مائدة سبعون لونا من الطعام في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة.
قال: ويعطي الله المؤمن من القوة في غداة واحدة، ما يأتي على ذلك كله.
ثم قال سبحانه: (وأخرى تحبونها) أي وتجارة أخرى، أو خصلة أخرى، تحبونها عاجلا مع ثواب الآجل. وهذا من الله تعالى زيادة ترغيب، إذ علم سبحانه أن فيهم من يحاول عاجل النصر، إما رغبة في الدنيا، وإما تأييدا للدين، فوعدهم ذلك بأن قال: (نصر من الله وفتح قريب) أي تلك الخصلة، أو تلك التجارة، نصر من الله لكم على أعدائكم، وفتح قريب لبلادهم، يعني: النصر على قريش، وفتح مكة، عن الكلبي. وقيل: يريد فتح فارس والروم، وسائر فتوح الاسلام، على العموم، عن عطاء. وقريب معناه قريب كونه. وقيل: قريب منكم، يقرب الرجوع منه إلى أوطانكم (وبشر المؤمنين) أي بشرهم بهذين الثوابين، عاجلا وآجلا، على الجهاد، وهو النصر في الدنيا، والجنة في العقبى.
ثم حض سبحانه المؤمنين على نصرة دينه فقال: (يا أيها الذين آمنوا كونوا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 466
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست