responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 457
هند: إن أبا سفيان رجل ممسك، وإني أصبت من ماله هنات، فلا أدري أيحل لي أم لا. فقال أبو سفيان: ما أصبت من مالي فيما مضى، وفيما غبر، فهو لك حلال. فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعرفها فقال لها: وإنك لهند بنت عتبة؟ قالت:
نعم، فاعف عما سلف يا نبي الله، عفا الله عنك! فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ولا تزنين. فقالت هند: أو تزني الحرة؟ فتبسم عمر بن الخطاب لما جرى بينه وبينها في الجاهلية.
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ولا تقتلن أولادكن. فقالت هند: ربيناهم صغارا، وقتلتموهم كبارا، وأنتم وهم أعلم. وكان ابنها حنظلة بن أبي سفيان قتله علي بن أبي طالب عليه السلام يوم بدر. فضحك عمر حتى استلقى، وتبسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ولما قال: ولا تأتين ببهتان، فقالت هند: والله إن البهتان قبيح، وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق.
ولما قال: ولا يعصينك في معروف، فقالت هند: ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك في شئ.
وروى الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية (أن لا يشركن بالله شيئا)، وما مست يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يد امرأة قط إلا يد امرأة يملكها. رواه البخاري في الصحيح. وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا بايع النساء، دعا بقدح ماء، فغمس فيه يده، ثم غمسن أيديهن فيه. وقيل: إنه كان يبايعهن من وراء الثوب، عن الشعبي. والوجه في بيعة النساء مع أنهن لسن من أهل النصرة بالمحاربة، هو أخذ العهد عليهن بما يصلح من شأنهن في الدين، والأنفس، والأزواج. وكان ذلك في صدر الاسلام، ولئلا ينفتق بهن فتق، لما وضع من الأحكام، فبايعهن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حسما لذلك.
ثم خاطب سبحانه المؤمنين فقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم) أي لا تتولوا اليهود. وذلك أن جماعة من فقراء المسلمين، كانوا يخبرون اليهود أخبار المسلمين، يتواصلون إليهم بذلك، فيصيبون من ثمارهم، فنهى الله عن ذلك، عن المقاتلين. وقيل: أراد جميع الكفار أي لا تتخذوا كافرا من الكفار أولياء. ثم وصف الكفار فقال: (قد يئسوا من الآخرة، أي من ثواب الآخرة (كما يئس الكفار من أصحاب القبور) يعني أن اليهود بتكذيبهم محمدا صلى الله عليه وآله وسلم، وهم يعرفون صدقه، وأنه رسول، قد يئسوا من أن يكون لهم في الآخرة حظ وخير، كما يئس الكفار الذين ماتوا وصاروا في القبور، من أن يكون لهم في الآخرة حظ، لأنهم

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 457
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست