responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 433
التي كانت لهم (يبتغون) أي يطلبون (فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله) أي وينصرون دين الله (ورسوله أولئك هم الصادقون) في الحقيقة عند الله العظيم المنزلة عنده. قال الزجاج: بين سبحانه من المساكين الذين لهم الحق فقال:
(للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم).
ثم ثنى سبحانه بوصف الأنصار ومدحهم، حتى طابت أنفسهم عن الفئ فقال: (والذين تبوأوا الدار) يعني المدينة، وهي دار الهجرة تبوأها الأنصار قبل المهاجرين. وتقدير الآية: والذين تبوأوا الدار من قبلهم (والإيمان) لأن الأنصار لم يؤمنوا قبل المهاجرين، وعطف الإيمان على الدار في الظاهر، لا في المعنى، لأن الإيمان ليس بمكان يتبوأ والتقدير: وآثروا الإيمان. وقيل: (من قبلهم) أي من قبل قدوم المهاجرين عليهم. وقيل: معناه قبل إيمان المهاجرين، والمراد به أصحاب ليلة العقبة، وهم سبعون رجلا، بايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حرب الأبيض والأحمر، (يحبون من هاجر إليهم)، لأنهم أحسنوا إلى المهاجرين، وأسكنوهم دورهم، وأشركوهم في أموالهم (ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا) أي لا يجدون في قلوبهم حسدا وحزازة وغيظا مما أعطي المهاجرون دونهم، من مال بني النضير.
(ويؤثرون على أنفسهم) أي ويؤثرون المهاجرين، ويقدمونهم على أنفسهم بأموالهم ومنازلهم (ولو كان بهم خصاصة) أي فقر وحاجة. بين سبحانه أن إيثارهم لم يكن عن غنى عن المال، ولكن كان عن حاجة، فيكون ذلك أعظم لأجرهم وثوابهم عند الله. ويروى أن أنس بن مالك، كان يحلف بالله تعالى ما في الأنصار بخيل. ويقرأ هذه الآية: (ومن يوق شح نفسه) أي ومن يدفع عنه، ويمنع عنه بخل نفسه. (فأولئك هم المفلحون) أي المنجحون الفائزون بثواب الله، ونعيم جنته. وقيل: من لم يأخذ شيئا، نهاه الله عنه، ولم يمنع شيئا أمره الله بأدائه، فقد وقي شح نفسه، عن ابن زيد. وقيل: شح النفس هو أخذ الحرام، ومنه الزكاة، عن سعيد بن جبير. وفي الحديث. (لا يجتمع الشح والإيمان في قلب رجل مسلم، ولا يجتمع غبار في سبيل الله، ودخان جهنم، في جوف رجل مسلم). وقيل في موضع قوله (والذين تبوأوا الدار) قولان أحدهما: إنه رفع على الابتداء، وخبره (يحبون من هاجر إليهم) إلى آخره، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقسم لهم شيئا من

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 433
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست