responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 43
(فلذلك فادع) أي: فإلى ذلك فادع، عن الفراء والزجاج. يقال: دعوت لفلان وإلى فلان، وذلك إشارة إلى ما وصى به الأنبياء من التوحيد، ومعناه: فإلى الدين الذي شرعه الله تعالى، ووصى به أنبياءه، فادع الخلق يا محمد. وقيل: إن اللام للتعليل أي فلأجل الشك الذي هم فيه، فادعهم إلى الحق، حتى تزيل شكهم. (واستقم كما أمرت) أي: فاثبت على أمر الله، وتمسك به، واعمل بموجبه. وقيل: واستقم على تبليغ الرسالة.
(ولا تتبع أهواءهم) يعني أهواء المشركين في ترك التبليغ. (وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب) أي: آمنت بكتب الله التي أنزلها على الأنبياء قبلي كلها.
(وأمرت لأعدل بينكم) أي: كي أعدل بينكم أي أسوي بينكم في الدين والدعاء إلى الحق، ولا أحابي أحدا. وقيل: معناه أمرت بالعدل بينكم في جميع الأشياء. وفي الحديث: (ثلاث منجيات، وثلاث مهلكات: فالمنجيات العدل في الرضاء والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وخشية الله في السر والعلانية. والمهلكات:
شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه).
(الله ربنا وربكم) أي: وقل لهم أيضا الله مدبرنا ومدبركم، ومصرفنا ومصرفكم، والمنعم علينا وعليكم. وإنما قال ذلك لأن المشركين قد اعترفوا بأن الله هو الخالق. (لنا أعمالنا ولكم أعمالكم) أي: لا يضرنا إصراركم على الكفر، فإن جزاء أعمالنا لنا، وجزاء أعمالكم لكم، لا يؤاخذ أحدا بذنب غيره. (لا حجة بيننا وبينكم) أي: لا خصومة بيننا وبينكم، عن مجاهد وابن زيد. والمعنى: إن الحق قد ظهر فسقط الجدال والخصومة. وكنى بالحجة عن الخصومة، لاحتجاج أحد الخصمين على الآخر، وهذا قبل أن يؤمر بالقتال. وإذا لم يؤمر بالقتال وأمر بالدعوة، لم تكن بينه وبين من لا يجيب خصومة. وقيل: معناه لا حجة بيننا وبينكم لظهور أمركم في البغي علينا، والعداوة لنا، والمعاندة لا على طريق الشبهة، وليس ذلك تحريما لإقامة الحجة، لأنه لا يلزم قبول الدعوة إلا بالحجة التي يظهر بها المحق من المبطل، فإذا صار الانسان إلى البغي والعداوة، سقط الحجاج بينه وبين أهل الحق.
(الله يجمع بيننا) يوم القيامة لفصل القضاء (وإليه المصير) يحكم بيننا بالحق. وفي هذا غاية التهديد.


نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست